«وأمّا ما جاء على مفعلة بالضّمّ».
فأسماء غير جارية على الفعل (١) ، ولكنّها بمنزلة قارورة وشبهها (٢).
وما بني من غير الثلاثيّ رباعيّا كان أو ثلاثيّا بزيادة فكلّه على لفظ اسم المفعول ، فيكون لفظ اسم المفعول والمصدر كما تقدّم والزّمان والمكان مشتركا (٣) في الجميع ، كالمخرج من أخرج ، والمستخرج من استخرج والمدحرج من دحرج ، وكذلك ما أشبهه ، وكأنّهم قصدوا مضارعته للفعل في الزّنة ، فأجروه على لفظ المفعول لأنّه أخفّ من لفظ الفاعل ، لأنّ الفاعل بالكسر والمفعول بالفتح ، والفتح أخفّ ، ولأنّ الاسم مفعول فيه في المعنى ، فكان استعمال المفعول لمطابقته له أقيس ، فمن ثمّة استعملوا صيغة المفعول.
وقوله (٤) في البيت (٥) :
وما هي إلّا في إزار وعلقة |
مغار ابن همّام على حيّ خثعما |
أنشده سيبويه في ذلك (٦) ، وقد أخذ عليه من وجهين :
أحدهما : في قوله «على حيّ خثعما» ، واسم الزمان والمكان لا يعمل (٧).
وثانيهما : أنّ الغرض في ذلك (٨) تشبيه خفّة ما عليها بابن همّام عند إغارته ، فكان المعنى : وما
__________________
(١) انظر الكتاب : ٤ / ٩١ ، وشرح الشافية للرضي : ١ / ١٨٥.
(٢) من قوله : «وقد تدخل على بعضها» إلى «وشبهها» نقله الجاربردي في شرح الشافية : ١١٢ بتصرف.
(٣) في ط : «مشتركان». تحريف.
(٤) أي : قول الشاعر.
(٥) نسب في الكتاب : ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي : ١ / ٣٤٧ ، والاقتضاب : ١٠٢ ، إلى حميد بن ثور ، انظر الاستدراكات على ديوانه : ١٧٣ ، وصحّح الغندجانيّ نسبته إلى الطمّاح بن عامر ، انظر فرحة الأديب : ٨٥ ، وورد بلا نسبة في المقتضب : ٢ / ١٢١ ، والكامل للمبرد : ١ / ٢٠١ ، والخصائص : ٢ / ٢٠٨ ، «والعلقة : ثوب صغير يتخذ للصبيّ» اللسان (علق) ، والضمير «هي» يعود على الجارية.
(٦) ظاهر كلام سيبويه أنّ «مغارا» في البيت اسم زمان مشتق ، قال : «وهو ظرف». الكتاب : ١ / ٢٣٥ ، وغلّطه الأعلم في هذا ، انظر تحصيل عين الذهب : ١ / ١٢٠ ، وجعل ابن جني مغارا مصدرا ميميّا ناب عن الظرف ، انظر الخصائص : ٢ / ٢٠٨.
(٧) انظر لهذا شرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ١١١ ، والبحر المحيط : ١ / ٦٤ ، وشرح الشافية للجاربردي : ١٠٩.
(٨) سقط من د. ط : «في ذلك».