وإذا عبّرت (١) بالعبارة الأولى (٢) قلت : «ولا أرى واديا أقلّ به ركب أتوه تئيّة منه بوادي السّباع» ، وعلى العبارة الثانية (٣) «ولا أرى واديا أقلّ به ركب أتوه تئيّة من وادي السّباع» (٤) والثالثة (٥) هي عين ما ذكره في البيت.
وأفعل ههنا [أي في البيت هو](٦) أقلّ جرى لشيء ، وهو في المعنى لمسبّب ، وهو الرّكب ، مفضّل باعتبار ـ وهو قوله : «به» ـ على (٧) نفسه باعتبار وادي السّباع ، و «أتوه» صفة لركب ، و «تئيّة» إمّا مصدر على أصله ، لأنّ الإتيان قد يكون تئيّة ، أي : بتوقّف وتحبّس وقد يكون بغيره ، وإمّا مصدر في موضع الحال ، أي : متوقّفين متلبّثين.
وأمّا غير هذا الذي قيّدناه من المسائل فلا يجوز أن يرفع به الظّاهر بل يرتفعان جميعا على الابتداء والخبر ، وتكون الجملة صفة الأوّل ، كقولك : «مررت / برجل أفضل منه أبوه» (٨) ، فأبوه وأفضل مبتدأ وخبر ، والجملة صفة لرجل ، ولا يجوز الخفض صفة لرجل (٩) ورفع «أبوه» بأفعل بخلاف ما تقدّم ، وقوله (١٠)
......... |
وأضرب منّا بالسّيوف القوانسا |
__________________
(١) في ط : «اعتبرت». تحريف.
(٢) أي : «ما رأيت رجلا أبغض إليه الشّرّ منه إلى زيد».
(٣) أي : «ما رأيت رجلا أبغض إليه الشّرّ من زيد».
(٤) سقط من ط من قوله : «وعلى العبارة الثانية» إلى «السباع» خطأ.
(٥) أي : «ما رأيت كزيد أبغض إليه الشّرّ».
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٧) في ط : «باعتبار من هو له على» تحريف.
(٨) حكاه يونس عن بعض العرب ، انظر الكتاب : ٢ / ٣٤ ، والمقتضب : ٣ / ٢٤٨ ، وشرح الكافية للرضي : ٢ / ٢١٩.
(٩) سقط من د : «لرجل».
(١٠) صدر البيت : «أكرّ وأحمى للحقيقة منهم».
وقائله العباس بن مرداس ، وهو في ديوانه : ٩٣ ، والأصمعيات : ٢٠٥ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ١٠٦ ، والخزانة : ٣ / ٥١٧.
قال المرزوقي : «في المصراع الأول ينصرف إلى أعدائه وهم بنو زبيد والثاني إلى عشيرته وأصحابه ، والمراد لم أر أحسن كرّا وأبلغ حماية للحقائق منهم ولا أضرب للقوانس بالسيوف منّا» شرح الحماسة : ٤٤١.