أورده (١) اعتراضا لمن يتوّهم أنّ القوانس منصوب ب أضرب ، وإنّما هو معمول لما دلّ عليه «أضرب» ، فكأنّه قيل : ماذا يضرب؟ فقيل : القوانسا ، وهي بيضة الحديد (٢) وهو مثل قوله تعالى : (أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ)(٣) ف «من يضلّ» موضع نصب بفعل دلّ عليه «أعلم» لا بأعلم ، ولا يجوز أن يكون مخفوضا بأعلم لما يلزم من المحال ، وإنّما لم يعمل في الظّاهر لأنّه ليس جاريا على الفعل ولا مشبّها به ، إذ لم يجر مجرى اسم الفاعل في التثنية (٤) والتذكير والتأنيث على ما تقدّم في قولك : «زيد أفضل من عمرو» لأنّه الأصل (٥) والله أعلم.
__________________
(١) أي الزمخشري.
(٢) قال ابن منظور : «والقونس : أعلى البيضة من الحديد ، وقونس الفرس : ما بين أذنيه». اللسان (قنس).
(٣) الأنعام : ٦ / ١١٧ ، والآية : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١١٧)).
(٤) بعدها في ط : «والجمع».
(٥) في د : «أصل».