اسم الفاعل
قال : «هو ما يجري على يفعل من فعله» إلى آخره.
قال الشيخ : إن أراد بالجاري الواقع موقع يفعل باعتبار المعنى ورد عليه اسم الفاعل إذا كان لما مضى ، فإنّه ليس واقعا موقع يفعل ، وإنّما هو واقع موقع فعل ، وهو اسم فاعل ، فلم يكن الحدّ جامعا.
وإن أراد بالجاري أنّه على مثل حركاته وسكناته ورد عليه أنّ ثمّة أشياء تجري على يفعل بهذا الاعتبار وليست باسم فاعل ، كاسم المكان والزمان ، فإنّها (١) تجري على يفعل بهذا التفسير ، وليست باسم فاعل.
ويجاب عنه بأنّه استغنى عن القيد الذي يخصّصه بقوله : «اسم الفاعل» ، فكأنّه قال : هو الجاري على يفعل اسما لمن نسب إليه ، وفي الجميع تعسّف ، وأولى من هذا أن يقال : هو المشتقّ من فعل لمن نسب إليه على نحو المضارع ، فهذا حدّه (٢).
وقوله : «من فعله» احترز به عن (٣) التفسيرين من قولك :
جالس في «يقعد» وقاعد في «يجلس» ، فإنّه اسم فاعل جار على يفعل وليس باسم فاعل منه ، فلذلك قال : «من فعله».
وإذا قصد إلى تبيين كيفيّة / استعماله قيل : لا يخلو من أن يكون من ثلاثيّ أو غيره ، فإن كان من ثلاثيّ فقياسه أن يجيء على وزن فاعل ، كقولك : ضرب فهو ضارب ، وإن كان من غيره فقياسه أن يجيء على وزن المضارع ، إلّا أنّ موضع الياء ميما مضمومة ، سواء كانت الياء مضمومة أو مفتوحة ، وما قبل الآخر مكسور سواء كان مفتوحا أو مكسورا ، فتقول في «أخرج» : يخرج مخرج ، وفي «انطلق» : ينطلق منطلق ، فتضمّ الميم وإن كانت الياء مفتوحة ، وتقول في «توعّد» : متوعّد ، فتكسر ما قبل الآخر وإن كان مفتوحا في المضارع ، وهو «يتوعّد».
قوله : «ويعمل عمل فعله متقدّما ومتأخّرا كالفعل ، وملفوظا به ومقدّرا (٤)» ، ثمّ مثّل بالجميع.
__________________
(١) في ط : «فإنه». وقوله : «فإنها». أي : أسماء الزمان والمكان.
(٢) قال ابن الحاجب : «اسم الفاعل ما اشتق من فعل لمن قام به بمعنى الحدوث» شرح الكافية للرضي : ٢ / ١٩٨.
(٣) الأصح «من». انظر اللسان (حرز).
(٤) عبارة الزمخشري : «ويعمل عمل الفعل في التقديم والتأخير والإظهار والإضمار». المفصل : ٢٢٦