فيه في الشعر كقوله (١)
فهي تنزّي دلوها تنزيّا |
كما تنزّي شهلة صبيّا |
وقياسه تنزية كما تقدّم.
قوله : «ويعمل المصدر إعمال الفعل مفردا».
وإنّما أعمل لأنّه في المعنى مقدّر بأن والفعل ، فلذلك لا يعمل إلّا [إذا كان](٢) في الموضع الذي يصحّ تقدير أن (٣) فلذلك إذا قلت : «ضرب ضربا زيد عمرا» كان العامل الفعل ، ولذلك لو حذف الفعل وهو مراد كان العامل الفعل ، كقولك : «ضربا زيدا» ، لأنّ المعنى : اضرب ضربا (٤) فالعامل ههنا الفعل لا المصدر.
فإن قيل : قولهم سقيا ورعيا وما أشبهه من المصادر التي لا يجوز إظهار فعلها ما العامل فيما يذكر معها (٥) قيل فيه (٦) وجهان :
أحدهما : أنّ العامل أيضا الفعل المقدّر الناصب لها (٧) ولا فرق بين إظهاره وإضماره ، ووجوب (٨) إضماره [لكثرة عارض الاستعمال فصار بمنزلة المثل ، والمثل لا يغيّر](٩) فلا أثر له في منع تقدير العمل.
__________________
(١) لم أقف على اسمه ، والرجز بلا نسبة في السيرافي : ٢١٩ ، والخصائص : ٢ / ٣٠٢ ، والمنصف : ٢ / ١٩٥ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٥٨ ، وشواهد الشافية : ٦٧ ، والمقاصد للعيني : ٣ / ٥٧١
نزا ينزو بمعنى وثب ، وقال ابن يعيش : «والمراد أنها ترفع دلوها كما ترفع المرأة الصبيّ عند ترقيصه» شرح المفصل : ٦ / ٥٩ ، وشهلة : عجوز
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) في الأصل. ط : «تقديره». وما أثبت عن د.
(٤) بعدها في ط : «زيدا».
(٥) في د : «بعدها».
(٦) في د : «ففيه». وسقط «قيل».
(٧) هذا ظاهر كلام المبرد ومذهب السيرافي وكثير من النحويين ، وضعفه ابن مالك ، انظر المقتضب : ٤ / ١٥٧ ، وشرح التسهيل لابن مالك : ٣ / ١٢٨ ، وشرح الكافية للرضي : ٢ / ١٩٧ ، وارتشاف الضرب : ٣ / ١٧٢
(٨) في ط : «ووجب».
(٩) سقط من الأصل. ط. وجاء مكانه «لعارض» وما أثبت عن د.