وأراد بطونكم.
قوله : «وقد قالوا : ثلاثة أثوابا».
لمّا ذكر الشّذوذ في المميّز الخارج عن القياس ، وهو ثلاثمائة ، والخارج عن الاستعمال ، وهو ثلاث مئين أتبعه بما خرج من التمييز عن القياس والاستعمال / جميعا فقال : «وقد قالوا : ثلاثة أثوابا» ، وشذوذه نصبه ، والقياس على ما تقدّم الخفض ، وقالوا (١)
...... مائتين عاما |
...... |
وشذوذه نصبه بترك إضافته ، والقياس «مائتا عام» لأنّ المائة والألف حكمهما الإضافة إلى مميّزهما مفردين كانا أو مثنّيين ، ووجهه كوجهه مفردا ، وقد تقدّم.
وقوله تعالى : (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)(٢) ، فيمن قرأ بتنوين مائة ـ وهي عن غير حمزة والكسائيّ (٣) ـ على البدل ، وإلّا لزم الشّذوذ من وجهين :
أحدهما : جمع مميّز مائة.
وثانيهما : نصبه ، فإذا جعل بدلا خرج عن الشّذوذ واستقام الإعراب ، فيكون منصوبا على البدليّة لا على التمييز ، كأنّه قال : ولبثوا سنين ، وكذلك قوله تعالى : (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً)(٤) وإلّا لزم الشّذوذ في جمع المميّز لا غير ، وإذا جعل بدلا استقام الإعراب.
__________________
(١) سلف البيت : ١ / ٣١٨.
(٢) الكهف : ١٨ / ٢٥ ، والآية : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ).
(٣) قرأ حمزة والكسائي وخلف بغير تنوين على الإضافة وقرأ الباقون بالتنوين ، انظر : كتاب السبعة في القراءات : ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، والكشف عن وجوه القراءات السبع : ٢ / ٥٨ ، والبحر المحيط : ٦ / ١١٧ ، والنشر : ٢ / ٣١٠ ، والإتحاف : ٢٨٩ ، وانظر المقتضب : ٢ / ١٧١ ، وحاشية الصبان : ٤ / ٦٦ ـ ٦٧.
(٤) الأعراف : ٧ / ١٦٠ ، والآية : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً).