منتف ، لأنّه لم يقصد به قصد الجمع ، وإنّما صار المراد به كالمراد بالأعلام لقبا على ما وضع (١) له ، فتقول في النّسب إلى المساجد : مسجديّ ، وفي مساجد اسم رجل : مساجديّ ، إذ لو قلت : مسجدي لم يكن له معنى ، إذ ليس في مساجد دلالة على مسجد بخلاف الأوّل ، وكذلك لو كان جمعا في الأصل وغلّب ، لأنّه لمّا غلّب صار علما ، فلم تبق الجمعيّة ملموحة (٢) بل صار يفهم مدلوله وإن لم يخطر كونه جمعا بالبال ، فوجب بقاؤه على حاله كبقاء الجمع لو سمّي به مفرد أو المفرد لو سمّي به جمع لأنّه لا يفهم من اللّفظ جمع ، فلذلك نسب إلى الأنصار أنصاريّ ، لأنّه صار علما يفهم منه قوم بأعيانهم ، كما يفهم مثلا من قولك : الخزرج ، فوجب أن يكون النّسب على اللّفظ من غير تغيير ، وكذلك أعرابيّ ، بل هو في الأعراب أجدر ، لأنّ الأعراب لم يتحقّق كونه جمعا (٣) لأنّه لو كان جمعا لعرب لكان مدلوله (٤) في الجمعيّة كمدلوله في المفردات ، وليس الأمر كذلك ، فإنّ العرب اسم لمن (٥) عدا العجم مطلقا سكن البادية أو الحاضرة ، والأعراب اسم لمن سكن البادية خاصّة منهم ، فكيف يكون الجمع [يعني الأعراب](٦) أخصّ من المفرد؟ [يعني العرب](٧) هذا ممّا لا يستقيم ، ولذلك إنّه (٨) علّل (٩) بعضهم امتناع عربيّ في النّسب إلى الأعراب باختلال المعنى أخذا من هذا (١٠) وإذا كنّا قد نسبنا إلى الأنصار أنصاريّ مع تحقّق أصل الجمع بمعناه لمّا غلب وصار علما فلأن ينسب إلى الأعراب أعرابيّ مع انتفاء معنى الجمع أجدر.
وأمّا المعدولة عن القياس فبابها السّماع ، وخراسيّ وخرسيّ منسوب إلى / خراسان (١١)
__________________
(١) في ط : «على واضع». تحريف.
(٢) في ط : «ملحوظة».
(٣) هو اسم جمع ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٧٩ ، والحلبيات : ١٦٧ ، والصحاح (عرب) والمخصص : ١٣ / ٢٤٧ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٧٨.
(٤) في د : «لكان في الجمع مدلوله». مقحمة.
(٥) في الأصل. د : «لما» وما أثبت عن ط.
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٨) سقط من ط : «إنه».
(٩) في د : «إنه إذا علل». مقحمة.
(١٠) انظر الكتاب : ٣ / ٣٧٩ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٧٨.
(١١) انظر كتاب العين : ٤ / ١٩٥ ، والمخصص : ١٣ / ٣٧ ، ومعجم البلدان (خراسان) وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٨٢.