«وقد يبنى على فعّال وفاعل ما فيه معنى النّسب من غير إلحاق الياءين».
هذا واضح ، ويكون معناه (١) معنى الاسم المشتقّ منه هذه البنية لو ألحقته ياء النّسب ، فبتّات (٢) بمعنى بتّيّ ، وعوّاج (٣) بمعنى عاجيّ ، ولا يكون فعّال ولا فاعل إلّا من الثّلاثيّ لتعذّر بنائه من غيره ، وقد كثر فعّال حتّى لا تبعد دعوى القياس فيه (٤) وقلّ فاعل فلا يمكن دعوى القياس فيه لندوره ، وفعّال أكثر ما يأتي مشتقّا من اسم الحرفة التي المنسوب محاول لها كما ذكره (٥) في قولك : بتّات ، [والبتّ : الكساء الغليظ ، قال الشاعر (٦)
من كان ذا بتّ فهذا بتّي |
مقيّظ مصيّف مشتّي](٧) |
و «فاعل» يأتي للملابسة في الجملة ، لا على أنّ ذلك الشيء حرفته ، وقولهم : طاعم كاس [وقول الشاعر (٨)
دع المكارم لا ترحل لبغيتها |
واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي](٩) |
لا يحمل إلّا على معنى النّسب ، لأنّه لو ادّعي فيه اسم الفاعل لوجب أن يكون له فعل بمعناه ، ومعنى طاعم أي : له طعام وكاس أي : له كسوة ، وليس ثمّة فعل هو طعم ، وكسي بمعنى له طعام وكسوة ، ولذلك وجب العدول إلى معنى النّسب ، ولذلك قال الخليل في
__________________
(١) سقط من د : «معناه». خطأ.
(٢) البتّ : الطيلسان ، وجمعه البتوت ، وعامل البتوت : بتّات ، والطيلسان : ضرب من الأكسية ، انظر الصحاح (بتت) (طلس).
(٣) «العاج : أنياب الفيلة ، والعوّاج : بائع العاج» اللسان (عوج) ، وانظر الكتاب : ٣ / ٣٨١
(٤) ظاهر كلام المبرد أنّ فعّالا قياس ، انظر المقتضب : ٣ / ١٦١ ، وارتشاف الضرب : ١ / ٢٩٢ ، وهو عند سيبويه وابن يعيش ليس بقياس ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٨١ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ١٥.
(٥) أي : الزمخشري.
(٦) ورد البيتان في ملحقات ديوان رؤبة : ١٨٩ ، والمقاصد للعيني : ١ / ٥٦١ ـ ٥٦٢ ، وهما بلا نسبة في الكتاب : ٢ / ٨٤ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٢٥٥ ، والإنصاف : ٧٢٥ ، والإنصاف : ٧٢٥ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٩٩
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٨) هو الحطيئة ، والبيت في ديوانه : ٥٠ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ١٥ ، وشواهد الشافية : ١٢٠.
(٩) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.