ومضر وربيعة وأنمار أبناء نزار بن معدّ بن عدنان (١) ، أضيف كلّ واحد إلى ما ورثه من أبيه ، ورث مضر الحمراء ، وهي الذّهب ، وربيعة الخيل ، وأنمار الغنم ، [قد حكم بينهم أفعى نجران ، يقال له : حكيم الزّمان](٢).
قوله : «وكلّ مثنّى أو مجموع من الأعلام فتعريفه باللّام إلّا نحو أبانين» إلى آخره.
قال الشيخ : أدخل الفاء في خبر المبتدأ (٣) تنبيها على أنّ تثنية العلم وجمعه سبب لإدخال لام التّعريف عليه ، فلا يكون مثنّى أو مجموع من الأعلام إلّا وفيه اللّام ، وما ذكره عبد القاهر الجرجانيّ من (٤) أنّ الأعلام إذا قصد تثنيتها وجمعها وجب تنكيرها ، ثمّ إن قصد تعريفها عرّفت باللّام غير مستقيم (٥) ، فإنّهم استعملوها مثنّاة (٦) ومجموعة نكرات أصلا (٧) ، والذي حمله على ذلك علمه بأنّ العلم إنّما يكون معرفة على تقدير أفراده الموضوعة ، لأنّه لم يوضع علما إلا مفردا (٨) ، فإذا قصد إلى تثنيته وجمعه فقد زال معنى العلميّة منه ، فحكم على أنّهم استعملوه نكرة ، ثم عرّفوه إذا قصد تعريفه ، ولا شكّ أنّ تثنية الأعلام وجمعها على خلاف القياس من وجهين :
أحدهما : ما ذكرنا (٩) [من أنّ العلم إنّما وضع على شيء بعينه غير متناول ما أشبهه ، فإذا ثنّيته فقد نكّرته ، فقد استعملته على خلاف ما وضع له](١٠).
__________________
(١) بدأ ابن الحاجب بشرح الأسماء التي استشهد بها الزمخشري في المفصل : ١٢.
(٢) سقط من الأصل. ط وأثبته عن د. وانظر قصة ذهاب مضر وربيعة وأنمار أبناء نزار إلى أفعى نجران ليحكم بينهم في تركة أبيهم في الفاخر : ١٨٩ ـ ١٩١ ومجمع الأمثال : ١ / ١٥ ـ ١٧ ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ٢٩ ـ ٣١ ، وأفعى نجران هو الأفعى بن الأفعى الجرهمي ، كان أول من استقضي إليه ، حكم بين أبناء نزار في ميراثهم ، انظر تاريخ اليعقوبي : ١ / ٢٥٨.
(٣) يعني إدخال الفاء في قول الزمخشري : «فتعريفه».
(٤) في ط : «وما ذكره الإمام من ..» ..
(٥) انظر المقتصد : ٢٠٦.
(٦) في الأصل ، ط : «فإنهم لم يستعملوها مثناة» ، تحريف وما أثبت عن د.
(٧) انظر الكتاب : ٢ / ١٠٣ والمقتضب : ٢ / ٣١٠ ، وشرح الكافية للرضي : ٢ / ١٣٧.
(٨) في ط : «منفردا».
(٩) في الأصل. ط : «ذكر» ، وما أثبت عن د. وهو أحسن.
(١٠) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د. وانظر ص ٥٧.