الثّاني أنّها في الصّعق الغالب (١) في أصلها مرادة مقصودة للعهد ، فلزمت كلزوم أصلها ، والمسمّي بالصّعق كان مستغنيا عن اللّام ، فلم تجئ فيه مقصودة لأمر لازم ، وإنّما جاءت للمح معنى الصّفة ، وليس ذلك بلازم في أعلام غير صفات ، فجاز حذفها ، والفرق بين الاسم والصّفة إذا سمّي بهما وفيهما الألف واللّام في لزوم الأوّل وجواز الثاني أنّ اللّام في الاسم ليست على ما ذكر في الصّفة ، فلو لم تكن مقصودة قصد الجيم من جعفر لم يؤت بها.
وقوله : «وكذلك الدّبران (٢) والعيّوق (٣) والسّماك (٤) والثّريّا (٥) ، لأنّها غلبت على الكواكب المخصوصة من بين ما يوصف بالدّبور والعوق والسّموك والثّروة» ، يوهم أنّها صفات غالبة كالصّعق ، وليس الأمر كذلك ، وإنّما هي أسماء موضوعة باللّام في الأصل أعلاما لمسمّياتها ، ولا تجري صفات فلزمت اللّام لذلك (٦) ، ولمّا فهم (٧) أنّ ذلك ملبس قال بعده : «وما لم يعرف باشتقاق من هذا النوع فملحق بما عرف».
قوله : «وقد يتأوّل العلم بواحد من الأمّة المسمّاة به» إلى آخره.
قال الشيخ : تأوّل العلم بهذا (٨) التأويل قليل ، ولذلك أتى ب «قد» التي تدّلّ على التقليل مع الفعل المضارع ، وقد صرّح به في آخر / الفصل بقوله : «وهو قليل» ، والدّليل على ضعفه أنّ العلم إنّما وضع لشيء بعينه غير متناول (٩) ما أشبهه ، فإذا نكّرته فقد استعملته على خلاف ما وضع له ، ووجهه ما ذكره من أنّه لمّا وضعه الواضع لمسمّى ثمّ وضعه آخر لمسمّى آخر صارت نسبته إلى الجميع بعد ذلك نسبة واحدة ، فأشبه رجلا في أنّ نسبته (١٠) إلى مسمّياته نسبة واحدة ، فأجري مجراه.
__________________
(١) في د. ط : «في الصعق في الغالب».
(٢) قال ابن سيدة : «وسمّي دبرانا لدبوره الثّريّا» ، المخصص : ٩ / ١٠ وانظر معجم مقاييس اللغة : ٢ / ٣٢٤.
(٣) «العيّوق : كوكب أحمر مضيء بحيال الثريا ، سمي بذلك لأنه يعوق الدّبران عن لقاء الثريا» ، اللسان (عوق).
(٤) «السّماك : نجم معروف ، وهما سماكان رامح وأعزل» ، اللسان (سمك).
(٥) «الثريا : من الكواكب سميت لغزارة نوئها» اللسان (ثرا).
(٦) انظر الكتاب : ٢ / ١٠٢ والمقتضب : ٤ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥.
(٧) في ط : «عرف» ، والضمير يعود إلى الزمخشري.
(٨) في د. ط : «هذا».
(٩) في ط : «متأول» ، تحريف.
(١٠) في ط : «رجلا فإن نسبته» ، تحريف.