ولذلك لا تكون تاء التأنيث قبل ياء النّسب ، فكذلك ما كان في معناها.
«وتقول في كلتا : كلتيّ وكلويّ».
ووقع في بعض (١) النّسخ : «كلتيّ وكلتويّ على المذهبين» (٢) ، وليس بمستقيم (٣) لأنّ المنقول من مذهب سيبويه والقياس (٤) جميعا كلويّ (٥) فلا وجه لقوله (٦) «كلتيّ وكلتويّ على المذهبين».
وكلتا عند سيبويه فعلى (٧) أصله كلوى ، أبدلت الواو تاء إشعارا بالتأنيث ، ولم يكتف بالألف ، لأنّها تنقلب ياء في قولك : «رأيت المرأتين كلتيهما» ، فلمّا قصدوا إلى النّسب لم يبق لإثبات التاء وجه فحذفت ، فلمّا حذفت وجب أن يقال : كلويّ بتحريك الّلام على ما ذكر فيما تقدّم ، ووجب حذف الألف كراهة اجتماع الواوين لو قلبت الألف واوا ، على (٨) أنّ اللغة الفصيحة في مثل حبلى الحذف ، فهي ههنا أجدر ، ولذلك التزم الحذف لما ذكرناه من الاستثقال.
وقياس مذهب يونس أن يقول : كلتيّ كما تقول : حبليّ ، وكلتويّ وكلتاويّ كما تقول : حبلويّ وحبلاويّ.
ومذهب بعض النحويّين أنّ التاء للتأنيث غير عوض ، وأنّ الألف لام ، ووزنه فعتل (٩) فقياس النّسب على قول هؤلاء كلتويّ على الأفصح وكلتيّ على غير الأفصح ، وإن كان القول في أصله ليس
__________________
(١) سقط من ط : «بعض». خطأ.
(٢) كذا وردت العبارة في المفصل : ٢١٠ ، وشرحه لابن يعيش : ٦ / ٥.
(٣) قال ابن يعيش : «وقوله : وتقول : كلتيّ وكلتويّ على المذهبين ، يعني يونس وسيبويه ، وليس بصحيح» شرح المفصل : ٦ / ٦ ، وقال الرضي : «وليس ليونس في كلتا قول ، ولم يقل : إنه ينسب إليه مع وجود التاء كما نسب إلى أخت وبنت ، وليس ما جوّز من النّسب مع وجود التاء فيهما مطّردا عنده في كلّ ما أبدل من لامه تاء حتّى يقال : إنه يلزمه كلتيّ وكلتويّ ...». شرح الشافية : ٢ / ٧٠.
(٤) في ط : «القياس». تحريف.
(٥) انظر الكتاب : ٣ / ٣٦٣
(٦) أي : الزمخشري.
(٧) انظر ما تقدّم : ورقة : ٢٠ ب من الأصل ، والكتاب : ٣ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤
(٨) في ط : «لو قلت على ....». تحريف.
(٩) هو مذهب أبي عمر الجرمي ، ذكر الفارسي أنّ التاء في فعتل زائدة ولم يبيّن أنها للتأنيث أو لا ، انظر كتاب الشعر : ١٣٠ ، وذكر ابن جني وابن الشجري أن التاء في فعتل للتأنيث ، انظر سر الصناعة : ١٥١ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٧١.