وأمّا القسم الثالث (١) ، وهو ما عدا هذين القسمين على التفصيل المذكور أوّلا ، كقولك (٢) : غديّ وغدويّ وأخواته ممّا المحذوف (٣) منه لام ساكن الوسط (٤) ، أو معوّضا عند سيبويه (٥) أو متحرّكه (٦) ، والمحذوف ياء عند المبرّد على ما تقدّم ، ولم يعوّض (٧) ، ومهما رددت وثمّة عوض وجب حذف العوض ، / إذ لا يجوز جمع العوض والمعوّض ، فتقول : سمويّ ، ومهما لم تردّ وجب إثبات العوض ، لأنّه ثابت قبل النّسب ، فأولى أن يثبت في النّسب ، فتقول : اسميّ (٨).
قوله : «وتقول في بنت وأخت : بنويّ وأخويّ عند الخليل وسيبويه».
لأنّ التاء فيها معنى التأنيث ، فكان القياس له في النّسب حذفها ، وإذا حذفت وجب ردّ المحذوف ، وإذا كانوا قد ردّوا في أخ وهو غير معوّض قبل النّسب فهم للرّدّ عند حذف العوض ألزم ، ألا ترى أنّهم في اسم لمّا حذفوا منه العوض وجب الرّدّ فقالوا : سمويّ (٩) ، وإن كان ممّا لا يجب الرّدّ فيه لو بقي عوضه ، فأخويّ أجدر لأنّه ممّا يجب الرّدّ فيه لو لم يكن معوّضا.
وأمّا يونس فيقول : أختيّ إجراء للتاء مجرى حرف أصليّ ، لأنّه عوض عنه (١٠).
ومذهب سيبويه أقيس ، لأنّه لو جاز أن يقال : أختيّ لجاز أن يقال في التصغير : أخيت ، ولمّا لم يجز في التصغير لم يجز في النّسب ، وبيان الملازمة هو أنّها إنّما لم تثبت في التصغير لأنّها منزّلة منزلة تاء التأنيث ، وهم لا يعتدّون بتاء التأنيث في مثال المصغّر ، فكذلك لم يعتدّوا بما كان في معناه ،
__________________
(١) أي : القسم الذي يجوز فيه الرّدّ وعدمه.
(٢) لعل الأصح : «فكقولك».
(٣) في ط : «الحذف».
(٤) الأصل في غد غدو ، انظر المقتضب : ٢ / ٢٣٨ ، ٣ / ١٥٣ ، والصحاح (غدو)
(٥) أي معوض عن المحذوف في مثل ابن ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٥٨ ـ ٣٦١
(٦) أي : متحرك الوسط ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٥٨ ـ ٣٦١
(٧) انظر ما تقدّم ورقة : ١٥٢ ب من الأصل.
(٨) انظر الكتاب : ٣ / ٣٦١ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٥
(٩) كذا ضبطها ابن يعيش في شرح المفصل : ٦ / ٥ ، وأجاز الرضي كسر السين وضمّها وفتحها. انظر شرحه للشافية : ٢ / ٦٧.
(١٠) انظر مذهب الخليل وسيبويه ويونس في الكتاب : ٣ / ٣٦٠ ـ ٣٦١ ، وانظر أيضا الأصول : ٣ / ٧٧ ، والتكملة : ٦٠ ـ ٦١ ، والبصريات : ٧٨٩ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٦٩