وليس بجيّد ، لأنّه ردّ إلى عماية ، إذ لا يعرف ما الذي يردّ في التثنية حتّى يردّ في النّسب (١).
ومنهم من قال : كلّ ما كان المحذوف غير ياء في موضع الّلام متحرّك الأوسط ولم يعوّض منه همزة وصل فهو واجب الرّدّ ، وكذلك ما كان المحذوف منه فاء معتلّ الّلام ، وما كان المحذوف منه غير لام ممّا ليس بمعتلّ الّلام ، فإنّه لا يردّ ، وما سوى ذلك جائز فيه الأمران (٢) ، واحترز بقوله (٣) : «ما كان المحذوف غير ياء» في القسم الأوّل من دم ، فإنّ أصله عند المبرّد دمي (٤) ، ويجوز في النّسب إليه وجهان ، فلو لم يقل : «ما آخره غير ياء» لورد عليه وجوب دمويّ ، وليس بواجب ، وعلى مذهب سيبويه لا يحتاج إلى أن يقول : «غير ياء» لأنّ أصل دم عنده دمي (٥) ، ولذلك قيل في جمعه : دماء كدلو ودلاء وظبي وظباء ، وقولهم (٦) :
...... |
الدّميان .... |
و «يقطر الدّما» [من بيت الحماسة (٧) :
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا |
ولكن على أعقابنا يقطر الدّما](٨) |
__________________
(١) سقط من ط : «حتى يردّ في النسب». خطأ.
(٢) انظر شرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٢ ـ ٣
(٣) الضمير يعود على «من» في قوله : «ومنهم من قال ...».
(٤) ذكر المبرد مذهبه في المقتضب : ١ / ٣١ ، ٣ / ١٥٣ ، وانظر المنصف : ٢ / ١٤٨ ، وهو مذهب الأخفش أيضا وردّه ابن السراج في الأصول : ٣ / ٣٢٣.
(٥) انظر الكتاب : ٣ / ٥٩٧
(٦) أي من بيت الشاعر :
«فلو أنّا على حجر ذبحنا |
جرى الدّميان بالخبر اليقين» |
ونسبه ابن دريد والبغدادي إلى علي بن بدّال السّلميّ ، انظر جمهرة اللغة : ٢ / ٣٠٣ ، ٣ / ٤٨٤ ، وشواهد الشافية : ١١٣ ، ونقل البغدادي أنّ البيت مع أبيات أخرى ينسب إلى الفرزدق والأخطل ، وليس في ديوان الفرزدق ولا في ديوان الأخطل بشرح السكري ، وانظر الخزانة : ٣ / ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ، وورد بلا نسبة في المقتضب : ١ / ٢٣١ ، ٢ / ٢٣٨ ، ٣ / ١٥٣ ، والمنصف : ٢ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٤ ، والإنصاف : ٣٥٧
(٧) البيت للحصين بن الحمام المرّي ، وهو في الشعر والشعراء : ٦٤٨ ، وأمالي الزجاجي : ٢٠٨ ، وشرح الحماسة للمرزوقي : ١٩٧ ـ ١٩٨ ، وورد بلا نسبة في المنصف : ٢ / ١٤٨ وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٣٤ ، ٢ / ١٨٧ ، وعقب القدم وعقبها : مؤخرها وتجمع على أعقاب ، والكلوم : جمع كلم بفتح فسكون ، وهو الجرح.
(٨) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.