وتقول في شقاوة : شقاويّ ، وكذلك ما أشبهه ، لأنّه لم يجتمع فيه ياءات مستثقلة ، إذ آخره واو ، فبقيت على حالها ، ولم تقلب همزة لأنّها قد ثبتت مع تاء التأنيث ، وهي أولى بالانفصال ، فثباتها مع ياء النّسب أجدر.
وتقول في راية وثاية (١) وشبههما ممّا وقعت فيه الياء بعد ألف (٢) ليست بزائدة : راييّ ورائيّ وراويّ (٣).
أمّا راييّ بالياء (٤) فلأنّه لم تقع فيه بعد ألف زائدة ، فلم تستثقل استثقال سقاييّ ، بل أجريت مجرى ظبييّ لأنّها مثله ، فتركت على حالها ، ولم تجر مجرى طووي في ردّ العين إلى أصلها لما يلزم من كثرة التغيير من غير حاجة ، بخلاف طيّيّ ، فإنّه لو ترك على حاله لاجتمع أربع ياءات.
وأمّا رائيّ بالهمزة فلأنّه اجتمعت فيه ياءات [قبل قلب الياء همزة](٥) مع وقوع إحدى الياءات (٦) بعد صورة الألف ، فأشبه سقاية ، والياء إذا استثقلت بعد الألف فالوجه قلبها همزة.
وأمّا راويّ بالواو فلأنّهم لمّا استثقلوا الياءات فيما قلّت حروفه وما قبله في حكم المتحرّك قلبوها واوا ، كما فعلوا في رحويّ ، وقياس الياء إذا استثقلت في النّسب أن تقلب واوا ، كما قالوا : عمويّ وشجويّ ، وبابه.
قوله : «وما كان على حرفين على ثلاثة أضرب» ، إلى آخره.
قال رضياللهعنه : وقد ضبط بعضهم بأنّ كلّ موضع ردّ في التثنية / وجب الرّدّ في النّسب (٧) ، وكلّ موضع لم يردّ في التثنية جاز الوجهان (٨) ، وكلّ موضع كان المحذوف غير لازم لا يجوز الرّدّ ،
__________________
(١) الثّاية والثاوة : مأوى الغنم والإبل ، انظر : إصلاح المنطق : ٣٢٧ ، وسفر السعادة : ١٩٣ ، واللسان (ثوا)
(٢) في د : «الألف».
(٣) انظر هذه الأوجه في الكتاب : ٣ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، والتكملة : ٥٧ ، وأوردها السيرافي وذكر أن القياس فيها الهمز. انظر حاشية الكتاب : ٣ / ٣٥٠
(٤) سقط من د : «بالياء».
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) في الأصل. ط : «الياء» مكان «إحدى الياءات». وما أثبت عن د.
(٧) إذا كان الاسم على حرفين والذاهب منه لامه وردّت في التثنية أو في الجمع بالألف والتاء وجب الردّ عند النسبة إليه ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٥٧ ـ ٣٥٩ ، والمقتضب : ٣ / ١٥٢ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٢ ـ ٣
(٨) ذكر المبرد هذين الوجهين في المقتضب : ٣ / ١٥٢