راجع إلى ذلك ، أو أنّه (١) مشتمل على ذلك المعنى وزيادة ، والفرق بينهما في المعنى أنّك إذا قلت : «غلام لزيد» فمعناه : واحد من الغلمان المنسوبين إلى زيد ، فاللّفظ صالح لواحد لا بعينه من جميع الغلمان المنسوبين إلى زيد ، وإذا قلت : «غلام زيد» فإنّما تعني به واحدا مخصوصا من الغلمان باعتبار عهد بينك وبين مخاطبك تخصّصه به ، كما في قولك : الرجل والغلام على ما تقدّم ، وكما صحّ إطلاق الرّجل والغلام على الواحد باعتبار العهد الذّهنيّ صحّ إطلاق المضاف إلى المعرفة كذلك.
قوله : «وبعض الأعلام يدخله لام التّعريف ، وهو (٢) على نوعين : لازم وغير لازم».
قال الشيخ : الأعلام باعتبار الألف واللّام على قسمين : ضرب لا تدخله وضرب تدخله ، فالذي تدخله على ضربين : ضرب تدخله لزوما ، وضرب تدخله جوازا ، فأمّا الذي لا تدخله فهو كلّ اسم غير صفة ولا مصدر وليس فيه ألف ولام في أصل / وضعه ، كرجل سمّيته بأسد أو جعفر أو ما أشبهه ، وأمّا الذي تدخله وجوبا فهو كلّ اسم غلب باللّام مطلقا ، أو سمّي باللّام وليس بصفة ولا مصدر. وأمّا القسم الذي تدخله جوازا فهو كلّ ما وضع صفة في الأصل أو مصدرا كأمثلته ، ومنهم من قال : الأعلام على ضربين : ضرب لا تدخله وجوبا ، وضرب تدخله وجوبا. (٣)
فأمّا الذي لا تدخله وجوبا فهو كلّ اسم سمّي بغير ألف ولام ، والذي تدخله وجوبا كلّ اسم سمّي وفيه ألف ولام ، وليس عند هؤلاء جواز أصلا ، وليس بمستقيم لعلمنا أنّهم يقولون : الحسن وحسن لمسمّى واحد ، ولو كان هذا على ما ذكروه لم يجز أن يقال فيه إلّا إمّا الحسن وإمّا حسن ، وقد علمنا أنّهم يقولون فيه بالوجهين ، فدلّ (٤) على أنّ دخولها جائز ، وأمّا من يقول : إنّ نحو «حسن» يجوز فيه اللّام فإن سمّي بالحسن كانت لازمة فيه فليس ببعيد.
والفرق بين من غلب عليه الصّعق ومن سمّي بالصّعق (٥) في لزوم اللّام في الأوّل وجوازها في
__________________
(١) في ط : «وأنه» ، تحريف.
(٢) في المفصل : «وذلك».
(٣) انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٥٠٠.
(٤) في د : «بالوجهين تارة كذا وتارة كذا فدلّ».
(٥) الصعق صفة لمن أصابته الصاعقة ، وصارت علما على خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب وعرف بعض أبنائه بابن الصعق وهو عمرو بن خويلد ، انظر الكتاب : ٢ / ١٠٠ ـ ١٠١ ، والاشتقاق ٢٩٧ ، وكلام السيرافي في حاشية الكتاب : ٢ / ١٠٠ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٤٠.