ومن العرب من يقول : أميّيّ (١) ولا يقول في غنيّ : غنيّيّ (٢) / لما في غنيّ من شدّة (٣) الاستثقال بالكسرة ، وقد فعلوا مثل ذلك فيما آخره ياء مشدّدة ، وإن كان مخالفا له في الزّنة ، كقولهم في تحيّة : تحويّ ، لأنّ الأمر المستثقل موجود ، فلا اعتداد بالوزن.
وأمّا فعول كعدوّ فإنّه ليس فيه الاستثقال الذي في غنيّ (٤) فجرى مجرى الصّحيح ، فقالوا : عدوّيّ بالاتّفاق ، فأجروه مجرى الصّحيح لمّا انتفى ذلك الاستثقال.
وأمّا ما لحقه تاء التأنيث كعدوّة (٥) فقال سيبويه فيه : عدويّ إجراء له مجرى نحو : شنوءة وبابه (٦) وهذا هو القياس الذي لا ينبغي أن يعدل عنه ، وقال المبرّد : عدوّيّ [بضمّ الدّال](٧) كالمذكّر ، وليس له وجه في القياس (٨) لأنّ عدوّيّ أثقل من قولك : عدويّ [بفتح الدّال](٩) فلا معنى لالتزامه.
قوله : «والألف في الآخر لا تخلو من أن تقع ثالثة» إلى آخره.
قال : وممّا غيّر عن القياس ما آخره ألف ، وحكمها إن كانت ثالثة أن تقلب واوا سواء كانت منقلبة (١٠) عن واو أو ياء ، لأنّها إن كانت عن واو فظاهر ، وإن كانت عن ياء كره بقاؤها لما يؤدّي من الجمع بين ساكنين أو إخلال بالحذف (١١) [لبقاء الكلمة على حرفين](١٢) وكره ردّها إلى أصلها
__________________
(١) حكاه يونس عن ناس من العرب ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٤٤ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٣٠.
(٢) ظاهر كلام سيبويه جوازه على الرغم من ثقله ، انظر الكتاب : ٣ / ٣٤٥ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٣٠ ، وارتشاف الضرب : ١ / ٢٨٤ ، وشرح الشافية للجاربردي : ١٥٧.
(٣) في د. ط : «زيادة».
(٤) جاء في حاشية الأصل : «لأنّ الاستثقال في عدو أقلّ وأضعف من الاستثقال في غنيّ ، إذ الواو الأولى في عدوّ نشأت من إشباع الضمة ، والواو الثانية هي الأصلية وكانت لام الكلمة بخلاف الياءين في غنيّ فإنهما أصليتان».
(٥) سقط من ط : «كعدوة».
(٦) انظر الكتاب : ٣ / ٣٤٥
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٨) انظر مذهب المبرد في العضديات : ٣ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ١٤٩ ، وشرح الشافية للرضي : ٢ / ٢٤ ، وشرحها للجاربردي : ١٥٨
(٩) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(١٠) سقط من د. ط : «منقلبة».
(١١) في د : «بالحرف». تحريف.
(١٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.