قوله : «وتحذف الياء المتحرّكة من كلّ مثال قبل آخره ياءان مدغمة إحداهما في الأحرى».
قال رضياللهعنه : ومن ذلك حذفهم الياء المتحرّكة إذا وقعت مشدّدة قبل الآخر كراهة اجتماع الياءين والكسرتين ، فيقولون في ميّت : ميتيّ على ما ذكر ، وأمّا طائيّ ففيه من الشذوذ وضع الألف موضع الياء السّاكنة لا غير ، وأمّا حذف الياء المتحرّكة فقياس ، لأنّهم لو قالوا : طيئيّ لم يكن فيه شذوذ.
وفرّقوا بين مهيّم مصغّرا (١) ومكبّرا (٢) عند النّسبة إليه ، فأجروا مهيّما على القياس بالحذف (٣) ، وزادوا ياء ساكنة في المصغّر بعد المشدّدة فرقا بينهما ، وكان إجراء المكبّر على القياس أولى ، لأنّه حذف فيما لم يحذف منه شيء ، ولو عكسوا لحذفوا فيما حذفوا منه قبل النّسب ، وإنّما لم يستغنوا ببقاء المصغّر على صيغته وحذف الياء من المكبّر مع أنّ الفرق إذا (٤) حاصل لأنّ لفظ مهيّميّ أثقل (٥) من لفظ مهيّيميّ ، ولأنّه أمر جار فيه قبل النّسب ، فجاز أن يبقى بعده على حاله التي كانت تكون له في المصغّر.
قوله : «وتقول في فعيل وفعيلة وفعيل وفعيلة».
قال الشيخ : ومن التغييرات الجارية على القياس حذفهم الياء السّاكنة من فعيل وفعبلة وفعيل وفعيلة ، وقلبهم الثانية واوا ، وفتح الكسرة التي قبلها فيما هي فيه ، وإنّما فعلوا ذلك كراهة اجتماع الياءات ، ولم يفرقوا بين المذّكّر والمؤنّث لشدّة الاستثقال ، ففرّوا منه فيهما جميعا.
__________________
(١) أي مصغر مهوّم ، وهوّم الرجل : إذا هزّ رأسه من النعاس ، انظر شرح الشافية للرضي : ٢ / ٣٣ ، وشرحها للجاربردي : ١٦٠.
(٢) أي يكون اسم فاعل من هيّم ، وهيّمه العشق : جعله هائما ، اللسان (هيم).
(٣) سقط من د : «بالحذف».
(٤) سقط من د : «إذا».
(٥) جاء في حاشية الأصل : «وإنما قلنا أثقل لأنّ الكلفة في التلفّظ بالياء المشدّدة المكسورة وبعده بالياء المشدّدة أكثر وأشدّ من الكلفة والمشقّة من التلفّظ بالياء المشدّدة المكسورة ثمّ بالحرف الساكن ثم بالحرف المكسور إلى آخر الكلمة ، لأنّ النزول من الثقيل إلى الخفيف دون السكون أكثر استراحة من النزول من الثقيل إلى الثقيل ، وهو الكسرة ، وهذا ممّا يدرك ضرورة» ا. ه.