قوله : «وتصغير الفعل ليس بقياس».
وإنّما جاء في ألفاظ يسيرة محفوظة [كقوله (١)
يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا |
من هؤليّائكنّ الضّال والسّمر |
وإنّما لم يصغّر الفعل لأنّه مأخوذ من أجناس المصادر ، ومعنى الجنسيّة باق فيه ، وهو يقتضي العموم ، والتصغير يقتضي الخصوص لأنّه صفة فيتباينان](٢) لأنّ معنى التصغير الوصفيّة بالصّغر لما صغّرته ، والفعل لا يصحّ وصفه فيصغّر ، وإنّما المعنى فيما صغّر لمن نسب إليه الفعل كما فسّره.
قال : «ومن الأسماء» إلى آخره (٣)
يريد أنّه في الأصل وضع مصغّرا ، كأنّهم في أصل الوضع فهموا تصغيره ، فوضعوا اسمه على التصغير ، وذلك قليل ، منه جميل وكعيت اسمان لطائرين (٤) وكميت صفة للفرس ، فإذا جمعوه ردّوه إلى المكبّر المقدّر ، لأنّه ليس للمصغّر جمع على حياله ، فقالوا في جميل وكعيت : جملان وكعتان [بوزن غزلان](٥) فدلّ ذلك على أنّ المكبّر في التقدير جمل وكعت لأنّ فعلان جمعه [كصرد وصردان](٦) وقالوا : كمت (٧) فدلّ على أنّ مكبّره في التقدير أكمت لأنّ فعلا جمعه (٨) [كأصفر على
__________________
(١) نسب العيني البيت في المقاصد : ١ / ٤١٦ إلى العرجي ، وهو في ذيل ديوانه : ١٨٣ ، وقال البغدادي في نسبته : «روي للمجنون ولذي الرمة وللحسين بن عبد الله والله أعلم» الخزانة : ١ / ٤٧ ، والبيت في ديوان مجنون ليلى : ١٦٨ ، ولم أجده في شرح ديوان ذي الرمة وورد بلا نسبة في أمالي ابن الشجري : ٢ / ١٣٠ ، والإنصاف : ١٢٧ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٦١ ، ٣ / ١٣٤ ، ٥ / ١٣٥ ، وشواهد الشافية : ٨٣.
وشدن الغزال : قوي وطلع قرناه ، وهؤليّائكنّ : مصغر هؤلاء شذوذا ، والضّال : السدر البري ، والسدر : شجر النبق ، والسّمر : جمع سمرة وهو شجر الطلح ، انظر الخزانة : ١ / ٤٦.
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) سقط من د من قوله : «قال : ومن» إلى «آخره». خطأ.
(٤) الجميل والكعيت : البلبل ، انظر الكتاب : ٣ / ٤٧٧ ، والمقتضب : ٣ / ٢٣٣ ، والمخصص : ١٤ / ١٠٦.
والصحاح (جمل) و (كعت).
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د. والصّرد : طائر ، انظر السيرافي : ٦٠١ ـ ٦٠٢ ، اللسان (صرد).
(٧) في ط : «كميت». تحريف.
(٨) من قوله : «فإذا جمعوه» إلى «جمعه» نقله الجاربردي في شرح الشافية : ١٤٤ ـ ١٤٥.