قلّة ، أو إلى المفرد ، ثمّ جمعوه بالواو والنون أو الألف والتّاء على حسب ما يستحقّ ، فإذا صغّرت غلمانا فأنت بالخيار ، إن شئت أخذت جمع قلّته وهو غلمة وصغّرته فقلت : غليمة ، وإن شئت صغّرت المفرد ثمّ جمعته فقلت : غليّمون فإن لم يكن له جمع قلّة تعيّن ردّه إلى المفرد كقولك في شسوع (١) شسيعات ، لفقد السّماع في أشسع (٢) وإنّما جمع غليّم بالواو والنّون ورجيل كذلك في التصغير لأنّه فيه معنى الصفة ، وقبل التصغير (٣) ليس فيه معنى الصّفة كما ذكرنا في دخول تاء التأنيث في مؤنّثه في نحو : أذن مصغّرا وامتناعها فيه مكبّرا.
«وحكم أسماء الجموع حكم الآحاد».
لأنّ ذلك المعنى منتف ، إذ ألفاظها ألفاظ المفردات ، فلا معنى للعدول عنها.
وجاء (٤) في بعض الأسماء تصغير على خلاف القياس على ما ذكر ، وحكمه السّماع ، في أنيسيان (٥) زادوا ياء بعد السّين ، وفي عشيّان زادوا ألفا ونونا ، وفي عشيشية أبدلوا من الياء شينا ، فردّوا الياء التي كان قياسها أن تحذف لاجتماع (٦) الياءات (٧) وفي أغيلمة وأصيبية زادوا همزة.
قوله : «وقد يحقّر الشّيء لدنوّه من الشّيء وليس مثله».
وقد تقرّر أنّ التصغير يدلّ على أنّ الشّيء عندهم (٨) مستصغر ، وقد جاء قليلا على معنى قرب الشّيء من الشّيء ، ومثاله قولهم : هو أصيغر منك ، لا يستقيم أن يقال : إنّ المراد أنّه صغير ، لأنّ لفظ / أصغر يدلّ على الزّيادة في الصّغر ، فهو مستغن عن التصغير بهذا المعنى ، وإنّما قصد إلى أنّ المدّة التي بينهما قريبة وكذلك ما مثّل.
__________________
(١) «شسع النعل : قبالها الذي يشدّ إلى زمامها». اللسان (شسع).
(٢) انظر الكتاب : ٣ / ٥٧٣ ، والمقتضب : ٢ / ١٦٠ ، وحكى الأخفش أشسعا في جمع شسع. انظر شرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٢٥.
(٣) في د : «التكبير». تحريف.
(٤) سقط من د : «جاء».
(٥) انظر الإنصاف : ٨١١ ، وشرح الشافية للرضي : ٢٧٣ ـ ٢٧٤.
(٦) في د : «لامتناع».
(٧) في ط : «التأنيث». تحريف.
(٨) سقط من ط : «عندهم».