هذه الأبنية كلّها مختصّة إمّا بألف التأنيث وإمّا بألف الإلحاق ، ففعلاء وفعلاء مختصّان بالإلحاق ، وما عداه للتأنيث.
قوله : «وجمع».
يريد اسم جمع ، / لأنّ فعلاء ليست من أبنية الجموع ، وعدّ (١) أشياء منها ، وهي كذلك على مذهب الخليل وسيبويه ، وأصلها عندهما شيئاء (٢) ، كرهوا اجتماع الهمزتين وبينهما ألف [حاجز غير حصين](٣) ، فقلبوا الّلام (٤) إلى موضع الفاء ، وقالوا : أشياء ، والذي يدلّ على ذلك أنّهم قالوا في تصغيره : أشيّاء وفي جمعه : أشاوى وأنّه غير مصروف ، ولو كان جمعا لشيء لا يخلو إمّا أن يكون أفعالا كما يقول الكسائيّ ، أو أفعلاء كما يقول الفرّاء والأخفش (٥) ، وإن اختلفا في مفرده.
فقال الفراء (٦) : أصله شيّئ فخفّف كما خفّف هيّن ، وقال الأخفش : بل شيء [بوزن](٧) فعل ، وجمع على أفعلاء على غير قياس ، فلو كان أفعالا كما قال الكسائيّ لانصرف ، لأنّ أفعالا مصروف باتّفاق ، وهذا واضح ، وأيضا فإنّه كسّر على أشاوى ، وأفعال (٨) لا يكسّر على أفاعل إذ ليس في كلامهم أفاعل.
وأمّا الفرّاء والأخفش فإنّه يبطل عليهما (٩) بأنّه في التصغير يقال فيه : أشيّاء ، ولو كان أفعلاء لكان جمع كثرة ، وجمع الكثرة في التصغير يردّ إلى المفرد ، ثمّ يجمع على ما يذكر في التصغير ، وأيضا فإنّه قد كسّر على أشاوى ، وأفعلاء لا يكسّر على أفاعل.
ولا يرد على مذهب سيبويه شيء من ذلك ، لأنّ منع الصّرف لأجل ألف التأنيث ، وتصغيره
__________________
(١) أي : الزمخشري.
(٢) انظر الكتاب : ٤ / ٣٨٠ ـ ٣٨١
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) في د : «العين». تحريف. انظر المقتضب : ١ / ٣٠
(٥) انظر في هذه المسألة : المقتضب : ١ / ٣٠ ، والمنصف : ٢ / ٩٤ ـ ١٠٢ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٢٠ ـ ٢٤ ، والإنصاف : ٨١٢ ـ ٨٢٠ ، وشرح الشافية للرضي : ١ / ٣١ وشرح الشافية للجاربردي : ٢٩ ـ ٣١
(٦) انظر معاني القرآن له : ١ / ٣٢١
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٨) في ط : «وأفعلاء». تحريف.
(٩) في د. ط : «عليهم». تحريف.