«ومن أصناف الاسم المذكّر والمؤنّث (١)»
قال صاحب الكتاب : «المذكّر ما خلا من العلامات الثّلاث» إلى آخره.
قال الشيخ : يعني ما خلا لفظا أو تقديرا ، لأنّه سيبيّن أنّ المؤنّث يكون مؤنّثا لفظا وتقديرا ، فإن لم يكن المذكّر كذلك رجع المؤنّث المقدّر مذكّرا ، والتقدير مخصوص بالتاء على ما سيأتي ، والياء لا تكون للتأنيث في الأسماء إلّا في نحو هذي عند بعضهم (٢) وبعضهم لا يثبت الياء ، ويزعم أنّ هذي بكمالها صيغة موضوعة للتأنيث كهذه (٣) وبعضهم يزيد في علامات التأنيث الهاء موضع قولهم : الياء نظرا إلى قولهم : هذه ، فيقول : التاء والألف والهاء ، وهذه / التاء ليست بهاء ـ وإن انقلبت هاء في الوقف ـ في اللّغة الفصيحة ، ولذلك يقول الكوفيّون : هاء التأنيث (٤) لأنّه قد ثبت التّلفّظ بها تاء في الوصل إجماعا ، وقلبها في الوقف هاء إنّما كان فرقا بينها وبين تاء الفعل [في نحو : قامت هند وقعدت](٥) ، والوقف محلّ تغيير ، وأيضا فإنّ تاء الفعل للتأنيث ، وهذه محمولة عليها ، فهي إذن تاء.
قوله : «والتأنيث على ضربين حقيقيّ» على ما فسّره (٦) ، «وغير حقيقيّ كتأنيث الظّلمة والنّعل».
فمثّل بمؤنّث بتاء لفظيّة وتاء مقدّرة على ما سيأتي ذكره ، ثمّ ذكر أحكام الفعل إذا نسب إلى المؤنّث عند ترجيحه الحقيقيّ على غيره ، والفعل إذا أسند إلى ظاهر المؤنّث فلا يخلو إما أن يكون حقيقيّا أو غير حقيقيّ فالحقيقيّ لا بدّ له من علامة التأنيث ، وقع فصل أو لم يقع إلّا في لغة رديئة
__________________
(١) تجاوز الشارح من أصناف الاسم المعرفة والنكرة ، انظر المفصل : ١٩٧ ـ ١٩٨
(٢) ذهب السيرافي وابن سيدة إلى أنّ الياء في «هذي» للتأنيث ، انظر السيرافي : ٥٦٨ ـ ٥٦٩ ، والمخصص : ١٦ / ٩٧
(٣) ذهب ابن يعيش إلى هذا الرأي ، انظر شرحه المفصل : ٥ / ٩١ ، وشرح الكافية للرضي : ٢ / ١٦١.
(٤) ذهب الكوفيون إلى أنّ الهاء أصل لتاء التأنيث وخالف البصريون وذهبوا إلى أن التاء هي الأصل والهاء بدل منها ، انظر : الكتاب : ٤ / ٢٣٨ ، والمقتضب : ١ / ٦٠ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٥ / ٨٩ ، ومغني اللبيب : ٣٨٥ ، والأشباه والنظائر : ١ / ١٠٥ ـ ١٠٦
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) في د : «كما فسر».