إعراب قاض لاستثقال الضمّة على الياء (١) فتعذّر إعراب «من زيدا» في «من زيدا» بالضّمّ على حرف قد وجب له الفتح لمعنى أولى بالتّعذّر لاستحالة اللّفظ بحركتين على حرف واحد ، وهذا واضح.
وأمّا المعرفة فغير العلم لا إشكال فيه على ما مرّ في «من» ، وأمّا العلم فإنّه أيضا لا يحكى بخلاف «من» ، وسرّه هو أنّك مستغن عن حكايته بما يظهر في أيّ من الحركات (٢) فلا حاجة إلى الحكاية التي هي على خلاف الأصل مع وجود المغني عنها ، وأيضا فإنّك لو حكيت فإمّا أن تحكي في الاثنين ، [أي : في أيّ وزيد](٣) أو في أحدهما ، فإن حكيت في الاثنين فليس بجيّد لكثرة مخالفة الأصل مع الاستغناء بالأوّل ، وإن حكيت الأوّل ، كان فيه مخالفة للمعنى ، إذ (٤) حكيت غير المحكيّ وتركت المحكيّ ، وإن حكيت الثاني دون الأوّل غيّرت ما لم يثبت فيه تغيير ، وتركت القابل للتغيير ، فتعذّر تغييرهما أو تغيير أحدهما.
قوله : «ولم يثبت سيبويه «ذا» بمعنى الذي إلّا في قولهم : ماذا» ، إلى آخره.
قال الشيخ : ما ذكره الكوفيّون ليس بثبت ، [حيث قالوا : إنّ «ذا» يجيء بمعنى الذي إذا لم يكن مقترنا بما](٥) لخروجه عن القياس وقلّته (٦)
«وذكر (٧) في «ماذا صنعت» وجهين» ، وقال (٨) «أحدهما بالرفع والآخر بالنّصب (٩)».
على ما ذكر ، وهذا على سبيل الاختيار ، وإلّا فالوجهان جائزان في الوجهين ، [أي : في كلّ واحد من الوجهين](١٠) ، والذي يدلّ عليه أنّه لو صرّح بما يفسّر به كلّ واحد منهما لجاز الوجهان ،
__________________
(١) في الأصل. ط : «عليه». وما أثبت عن د.
(٢) سقط من د : «من الحركات». خطأ.
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) في ط : «إذا». تحريف.
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) انظر : الإنصاف : ٧١٧ ـ ٧٢٢ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٤ / ٢٤
(٧) عبارة الزمخشري : «وذكر سيبويه في ما ذا ....» المفصل : ١٥٠ ، وانظر الكتاب : ٢ / ٤١٦ ـ ٤١٨.
(٨) أي : الزمخشري ، ونقل ابن الحاجب كلامه ملخصا ، انظر المفصل : ١٥٠ ـ ١٥١
(٩) سقط من ط : «بالنصب».
(١٠) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.