وأحوال الذات باعتبار المثنّى والمجموع والتأنيث والتذكير ، كلغة من يقول : منو ومنا ومنه ومنات.
أمّا من لغته التفرقة في الإعراب خاصّة دون الأحوال المذكورة فإنّه يقول : أيّ وأيّ وأيّا في الأحوال كلّها ، كلغة من يقول : منو ومني ومنا في الأحوال كلّها ، لأنّ الحركة ههنا بمثابة الحروف ثمّة.
«قال : ومحلّه الرفع على الابتداء».
هذا ظاهر ، لأنّه اسم جرّد عن العامل اللّفظيّ ليخبر عنه ، لأنّ التقدير «أيّ هو» ، فوجب أن يكون مبتدأ ، ولا يستقيم أن يقال : إنّه معرب لفساد اللّفظ والمعنى ، أمّا اللّفظ فلأنّه يؤدّي إلى أن يكون العامل في كلام المتكلّم من كلام غيره ، وأمّا المعنى فلأنّه يصير تقديره «ضربت أيّا» ، وليس المعنى كذلك ، ولو قيل في الإفراد (١) في قولك : «أيّ وأيّا» : إنّه معرب لكان مستقيما ، ويكون التقدير إذا قال : «ضربت رجلا» فقال : «أيّا ضربت» ، فلو قاله كذلك لكان معربا باتّفاق ، وكذلك إذا صحّ التقدير ، وأمّا في الرفع فواضح [لأنّه لا يحتاج إلى تقدير العامل تقديره أيّ هو](٢) وإنّما اختير غيره لوجهين :
أحدهما : أنّ من جملته المجرور ، فيؤدّي إلى إضمار الجارّ [إذا قلت : أيّ على تقدير بأيّ مررت ، والجارّ لا يعمل مضمرا مع عدم جواز إضمار الحرف ، وأمّا «الله لأفعلنّ» (٣) بجرّ الله فشاذّ](٤)
والآخر : أنّ من جملة المسائل مسائل التثنية والجمع ، والجميع في المعنى وجه واحد.
ولا يمكن أن يكون في «أيّان» و «أيّين» معربا ، إذ لا يقال : أيّين ضربت / ، فعلم أنّه حكاية.
وأمّا «من زيدا» وأخواته فواضح في أنّه حكاية ، والكلام في «من زيد» في الرفع واحتماله للإعراب كالكلام في «أيّ» في النصب واحتماله للإعراب.
فإن قيل : فإذا جعلتموه حكاية وهو في موضعه (٥) فهل هو معرب أو مبنيّ؟ قلنا : هو معرب تقديرا لتعذّر الإعراب اللّفظيّ (٦) والإعراب التقديريّ يكون للتعذّر تارة وللاستثقال أخرى ، وإذا تعذّر
__________________
(١) كتب في هامش د : «في الإفراد أي إذا أفردت أيّا عن كلام المتكلم وجعلته في كلام مستأنف». ق : ٩٠ أ.
(٢) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٣) انظر : الكتاب : ٣ / ٤٩٥ ـ ٤٩٦ ، والمقتضب : ٢ / ٣٢١
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) في د : «موضع». تحريف.
(٦) جاء في هامش د : «قوله : لتعذر الإعراب اللّفظي لأنّ أيّا فيه تنوين وحركة في الظاهر ، وإن كان الإعراب محمولا على الحروف في منو ومنا ومني فلا يمكن أن يدخل فيه حركة وتنوين ثانيا لأجل الإعراب». ق : ٩٠ ب.