وقد وجّه بأمرين :
أحدهما : صحّة إطلاقها على أولي العلم ، وإن لم يكن مبهما ، قال الله تعالى : (إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ)(١).
والثاني : أنّه لمّا كان الباري تعالى لا تدرك حقيقته صحّ التعبير بالّلفظ المبهم الحقيقة عنه.
قوله : «ويصيب ألفها القلب والحذف ، فالقلب في الاستفهاميّة».
كما ذكر ، وكذلك في الجزائيّة على ما ذكر ، واستشهد بقوله تعالى : (مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ)(٢) ، على مذهب سيبويه ، لأنّها أصلها عنده ما ما ، فقلبت الألف الأولى هاء كراهة اجتماع المثلين (٣) ، وكانت / أولى من الثانية لئلّا يتوهّم أنّ التغيير لوقف أو لتخفيف.
والحذف في الاستفهاميّة على ما ذكر من الشّرط ، لأنّ الجارّ مع المجرور كالجزء منه ، فجعلت «ما» مع الجارّ كالكلمة الواحدة ، وخفّفت بحذف ألفها ، فقيل ما ذكر ، وكيفيّة الوقف عليها والفرق بين لم ومجيء م يأتي في باب الوقف إن شاء الله ، وكذلك نصرة مذهب سيبويه في «مهما» (٤).
قال : «و «من» كما في أوجهها إلّا في وقوعها غير موصوفة ولا موصولة» (٥)
قال الشيخ : وهو الوجه الذي تكون فيه بمعنى شيء (٦) ، وأمّا بقيّة الأوجه الأربعة فجارية فيها.
وقوله : «غير موصوفة ولا موصولة».
__________________
(١) النساء : ٤ / ٢٤ ، والآية : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ).
(٢) الأعراف : ٧ / ١٣٢ ، وتتمة الآية : (لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ).
(٣) انظر : الكتاب : ٣ / ٥٩ ـ ٦٠
(٤) جاء بعد «مهما» في د : «ومذهب الأخفش أنّ أصلها مه مه ، فأشبعت الثانية فصارت ما ماه ، فحذفت الهاء للساكنين ، ومذهب ابن كيسان أنّ أصلها مهما».
ق : ٨٩ أ، وذكر المرادي وأبو حيان والسيوطي أنّ أصلها عند الأخفش مه بمعنى اسكت وما الشرطية ، انظر : الجنى الداني : ٦١٢ ـ ٦١٣ ، وارتشاف الضرب : ٢ / ٥٤٧ ، والهمع : ٢ / ٥٧ ، وانظر الأصول : ٢ / ١٥٩ ، والمقتضب : ٢ / ٤٨.
(٥) في المفصل : ١٤٦ «غير موصولة ولا موصوفة».
(٦) جاء بعدها في د : «لا موصولة ولا موصوفة».