تبقى ألفا ، وهذيل يقلبونها ياء (١) ، [كقوله (٢) :
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم |
فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع](٣) |
ووجهه أنّه لمّا تعذّر كسرها لتناسب الياء بالكسرة قلبوها ياء لتحصل المناسبة بالقلب ، ولا يفعلون ذلك في التثنية لوجهين :
أحدهما : أنّ ألف التثنية لم يكن مقدّرا تحريكها حتى يعوّض عن كسرها القلب ، فلم يقلبوها بخلاف موسى وعيسى وشبهه ، فإنّ حكمه الكسر تقديرا ، فلمّا تعذّر الكسر لفظا عوّضوه القلب ، وأمّا التثنية فليست كذلك.
والثاني : أنّهم كرهوا أن يقلبوها ياء لئلّا يغيّروا حرفا جيء به لمعنى ، [وهو الرفع](٤) ، بخلاف ألف موسى [وعيسى](٥) وشبهه ، فإن لم يؤت به على انفراده لمعنى فلا يلزم من جواز تغييره تغيير ما ذكرناه.
«وقالوا جميعا».
يعني على (٦) اللّغات كلّها : لديّ ولديه ولديك ، كما قالوا : عليّ وعليه وعليك ، وإنّما قالوا : عليه وعليك إرادة أن يفرّقوا بين الفعل والحرف ، إذ لو أبقوه لالتبس ، ثمّ أجروا ما كان آخره ألفا من الحروف والأسماء المبنيّة المضافة هذا المجرى لشبهه به ، وأمّا قولهم : عليّ وإن لم يكن فيه لبس [إذ يقال في الفعل : علاني ، وفي الحرف : عليّ ، وفي الاسم : علا في الأرض](٧) فإجراء له مجرى عليه وعليك لشبهه به.
__________________
(١) حكى سيبويه هذه اللغة عن ناس من العرب ولم يسمّهم وكذا فعل ابن يعيش ، وحكاها عيسى بن عمر عن قريش ، ونسبها ابن مالك إلى هذيل ، ونقل أبو حيان أنّ هذيلا تجيز القلب والإقرار في الألف ، انظر الكتاب : ٣ / ٤١٤ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٣ / ٣٣ ، وشرح التسهيل لابن مالك : ٣ / ٢٨٣ ، وارتشاف الضرب : ٢ / ٥٣٧.
(٢) هو أبو ذؤيب الهذلي ، والبيت في شرح أشعار الهذليين : ١ / ٧ ، وأمالي ابن الشجري : ١ / ٢٨١ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٣ / ٣٣ ، والمقاصد للعيني : ٣ / ٤٩٣ «أعنقت الثريا : إذا غابت». اللسان (عنق).
(٣) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) في د : «أصحاب».
(٧) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.