«فصل : وما أضيف إلى ياء المتكلّم فحكمه الكسر».
قال الشيخ : إنّما كسر إمّا لأنّهم أرادوا أن يكون ما قبل الياء من جنسها وإمّا كراهة أن تنقلب الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، إن قلنا : إنّ أصلها الفتح ، وهو الصحيح. (١)
وهذا الاسم عند المحقّقين معرب (٢) ، لأنّ الإضافة إلى المبنيّ لا توجب بناء للمضاف (٣) ، ولا تجوّزه إلّا في الظّروف ، [كقبل وبعد](٤) وفيما أجري مجرى الظّروف كمثل وغير ، [وشبه ونحو ، قال الشاعر (٥) :
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
حمامة في غصون ذات أو قال](٦) |
فوجب أن يكون معربا على أصله ، إلّا أنّ إعرابه تقديريّ لتعذّر اللّفظيّ واستثقاله (٧) ، والكسرة في قولك : «مررت بغلامي» أصحّ القولين أنّها كسرة لأجل الياء لا كسرة إعراب ، والدّليل عليه (٨) أنّها ثابتة قبل التركيب لو عددت فقلت : غلامي ثوبي لكانت ثابتة ، وإذا وجب ثبوتها قبل الإعراب فهي هي بعد ذلك ، ووجب أن يحكم بأنّها ليست للإعراب.
فإن كان آخر الاسم ألفا فإنّها تبقى على حالها ألفا في اللّغة الفصيحة لأنّها لا يمكن تحريكها بكسر ولا غيره ، فوجب أن تبقى ألفا ، ولو قدّر جواز تحريكها لوجب أن تنقلب ألفا ، فوجب أن
__________________
(١) انظر ما تقدم ورقة : ٦٣ ب من الأصل.
(٢) انظر ما تقدم ورقة : ٢١ ب من الأصل.
(٣) سقط من ط : «للمضاف» ، خطأ.
(٤) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) هو أبو قيس صيفي بن الأسلت الأوسيّ ، والبيت في ديوانه : ٨٥ ، وجمهرة اللغة : ٣ / ٤٩٣ ، والدرر : ١ / ١٨٨ ، ونسب في الكتاب : ٢ / ٣٢٩ إلى رجل من كنانة ، وحكى البغدادي في الخزانة : ٢ / ٤٥ ـ ٤٩ الاختلاف في نسبته إلى الشماخ ورجل من كنانة وأبي قيس بن رفاعة الأنصاري ، ولم أجده في ديوان الشماخ ، وورد بلا نسبة في معاني القرآن للفراء : ١ / ٣٨٣ ، وأمالي ابن الشجري : ١ / ٤٦ ، ٢ / ٢٦٤ ، والإنصاف : ٢٨٧ ، ومغني اللبيب : ١٧١ ، ٥٧١ ، والهمع : ١ / ٢١٩ ، والأوقال : جمع وقل وهو ثمر الدوم اليابس.
(٦) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٧) في د : «لتعذر اللفظ واشتغاله».
(٨) في ط : «على» ، تحريف.