يؤذن بأنّ لأهل
كلّ لغة أن يقرؤوا بلغتهم ، أو يؤذن بأنّ هذه القبيلة كانت تفعل ذلك ، وليس [ذلك] بمستقيم.
وقوله : «إلّا
من درى كيف هي في المصحف».
يؤذن بأنّ
القراءة كانت سائغة ، ثمّ لمّا كتب المصحف لم يسغ إلّا على ما يوافقه ، وكلاهما غير مستقيم.
قال : «فإذا
انتقض النفي ب إلّا أو تقدّم الخبر بطل العمل».
أمّا إذا انتقض
النفي ب إلّا فإنّما يبطل العمل من حيث كان العمل لأجل النفي ، فلو أعمل بعد الإثبات لتناقض ، ألا ترى
أنّك إذا قلت : «ما زيد إلّا قائم» فلو نصبت لوجب أن يقدّر ما بعد إلّا ناصبا لقائم ، ووجب أن يكون «قائما» مثبتا
لوقوعه بعد إلّا ، فيجتمع النفي والإثبات في محلّ واحد بعد إلّا وهو محال.
وأمّا إذا
تقدّم الخبر فلأنّ العامل ضعيف ، فلم يقو قوّة الأصل ، فلمّا روعي التقديم تر
العمل ، فقيل : «ما قائم زيد».
وأمّا إعمال «لا»
هذا العمل فضعيف من الأصل على ما تقدّم في المرفوعات ، واستعمال «لا» ناصبة للمضاف ومبنيّا معها المفرد هو الوجه ، وأمّا الرفع بها ونصب الخبر فضعيف لا يجوز إلّا في الشعر ، إلّا على
مذهب أبي العبّاس.
__________________