عشرون ، وكذلك جميع تمييز المفردات ، ثم قدّر (١) تمييز الجمل بكونها في المعنى / منسوبا إليها الفعل ، فإذا قلت : «حسن زيد أبا» فالمعنى نسبة الحسن إلى الأب ، فكأنّك قلت : أبو زيد حسن ، وإذا ثبت ذلك ثبت أنّه في المعنى وصف له ، إذ لا فرق في المعنى بين الصفات والأخبار ، وإنّما يفترقان من جهة علم المخاطب وجهله ، فسمّي الحكم باعتبار جهل المخاطب له خبرا ، وسمّي باعتبار علمه له صفة ، فتبيّن أنّ تمييز الجملة كتمييز المفرد فيما قصد إليه ، وفي (٢) هذا الفصل تقرير للدّليل على امتناع تقديم التمييز ، لأنّه إذا قدّم خرج عن حقيقته لأنّه إنّما كان تمييزا بعد العدول عن هذا الأصل الذي به حصل التفسير بالتمييز ، وإذا قدّم خرج بتقديمه عن حقيقته ، ثمّ بيّن (٣) بعد ذلك المعنى الذي من أجله غيّر عن أصله بقوله :
«والسبب في ذلك قصدهم (٤) إلى ضرب من المبالغة والتأكيد».
يريد أنّك إذا ذكرت الشيء مبهما توفّرت الدّواعي إلى طلب علمه ، فكان في ذلك مبالغة وتعظيم ، وأيضا فإنّك إذا ذكرته مبهما ثمّ فسّرته فقد ذكرته مرّتين ، وما ذكر مرّتين آكد ممّا ذكر مرّة واحدة ، فتبيّن أنّ في العدول عن الأصل مبالغة وتأكيدا ، والله أعلم.
__________________
(١) في ط : «قرّر» ، تحريف.
(٢) في د : «في».
(٣) سقط من د : «بيّن» ، وهو خطأ.
(٤) في المفصل : ٦٧ «والسبب في هذه الإزالة قصدهم».