تخويفا ، فسمّي به (١) ، و «باليات» : حال من «الدّيار» ، و «إلّا الثّمام» : استثناء منقطع ، و «إلّا العصيّ» : معطوف عليه ، وبعض الناس ينشده «باليات الخيام» يجعله مبتدا ، وبعضهم ينشده «إلّا الثّمام وإلّا العصيّ» بالرّفع ، وليس (٢) بصواب (٣) ، وإنّما يجوز بناء على (٤) وجهين :
أحدهما : أنّه يجوز الإتباع على المعنى دون اللّفظ ، كقولك : «أعجبني ضرب زيد العاقل» بالرفع. والثاني : إمّا على قولهم : «ما جاءني أحد إلّا حمار» على (٥) اللّغة التّميميّة (٦) ، فقوله : «باليات الخيام» : الخيام (٧) : مرفوعة من حيث المعنى ، فكأنّه قال : باليات خيامها ، فيكون قوله : «إلّا الثّمام» على اللغة التّميميّة ، وإمّا على أنّ «إلّا» بمثابة «غير» ، وكلّ ضعيف.
وأمّا «أعجبني ضرب زيد العاقل» فلأنّ زيدا معرب ، والتّوابع إنّما تجري على متبوعاتها على حسب إعرابها.
وأمّا «ما جاءني أحد (٨) إلا حمار» فلأنّ ذلك إنّما ثبت (٩) في النفي (١٠) مع أنّ فيه ضعفا (١١) ، لأنّ الحمار ليس من جنس الأحدين ، فلا يكون بدلا لا بعضا ولا كلا ولا اشتمالا ، لأنّ بدل الاشتمال يكون بينه وبين المبدل منه ملابسة ، وهذا ليس كذلك ، فصار بمثابة بدل الغلط ، فلا يخفى سقوطه.
__________________
(١) في د : «بها».
(٢) في د : «ينشده برفع الثمام وليس ..».
(٣) وجه ابن يعيش نصب باليات على الحال ، وأجاز في «إلا الثمام وإلا العصيّ» الرفع والنصب ووجههما ، ونقل البغدادي كلام ابن الحاجب على هذا البيت من كتابه الإيضاح وفضل توجيه ابن يعيش لرواية الرفع ، انظر شرح المفصل لابن يعيش : ١ / ٣١ والخزانة : ٣ / ٢٩٢.
(٤) في الخزانة : ٢ / ٢٩٢ «بناء الرفع على ..».
(٥) في ط : «حمار محمول على ..».
(٦) لغة أهل الحجاز النصب في الاستثناء التام المنقطع المنفي وأجاز بنو تميم الإتباع على البدلية وقد حكى سيبويه اللغتين ، انظر الكتاب : ٢ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، ووجّه المبرد لغة تميم على وجهين في المقتضب : ٤ / ٤١٣. وأقحم بعد كلمة التميمية في ط : «وإما على أن إلا بمثابة غير» وليس هذا موضعها.
(٧) في ط : «فكانت الخيام» ، زيادة مقحمة.
(٨) سقط من ط : «أحد» خطأ.
(٩) في د : «يثبت».
(١٠) في د : «الشيء» تحريف.
(١١) في د : «مع أنه فيه ضعيف».