فصل :
قال الشيخ : نبّه [المصنّف](١) في هذا الفصل على أنّ الفاعل المقيّد فعله بحال قد يكون فاعلا لفظا ومعنى ، وقد يكون فاعلا معنى لا لفظا ، وكذلك المفعول ، فقال : «والعامل فيها إمّا فعل أو شبهه (٢) من الصفات أو معنى فعل» / ، فالفعل معروف ، و «شبهه» يعني (٣) به اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة بهما وأفعل التفضيل (٤) والمصدر ، وهذه منزّلة منزلة الفعل في أنّ الفاعل والمفعول (٥) بها لفظا ومعنى.
وأمّا معناه فهو الذي يكون به صاحب الحال فاعلا معنويّا أو مفعولا (٦) معنويّا لا لفظيّا ، فمثال الفاعل قولك (٧) : «زيد في الدّار قائما» ، ف «قائما» حال من الضمير في «في الدار» ، لأنّه في المعنى فاعل ، فصحّ أن يقيّد باعتبار ما هو في المعنى فاعل له ، وكذلك قوله تعالى : (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) (٤٩) (٨) ، لأنّ المعنى «ما (٩) يصنعون» ، ف «معرضين» حال من الضمير باعتبار كونه فاعلا في المعنى ، فصحّ تقييده لذلك ، ومثال المفعول قولهم : «هذا زيد قائما» و (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)(١٠) ، ف «قائما» و «شيخا» حال من المشار إليه ، لأنّه مفعول في المعنى ، فصحّ تقييده لذلك ، لأنّ التقدير : أشير إليه في حال كونه قائما ، ولو لا ذلك لم تستقم الحال ، ألا ترى أنّك لو قلت : «زيد قائما أخوك» لم يستقم ، ولو قلت : «هذا قائما أخوك» لاستقام.
__________________
(١) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د. والملاحظ أن ابن الحاجب بدأ بالكلام هنا ثم ساق كلام الزمخشري.
(٢) في المفصل : ٦٢ «وشبهه».
(٣) في الأصل ط : «أعني» ، تحريف وما أثبت عن د.
(٤) سقط من ط : «وأفعل التفضيل».
(٥) في ط : «المفعول» ، تحريف.
(٦) في الأصل. د. ط : «ومفعولا». ولعل الصواب ما أثبت.
(٧) في د : «كذلك» ، تحريف.
(٨) المدثر : ٧٤ / ٤٩.
(٩) في د : «فما».
(١٠) هود : ١١ / ٧٢ والآية : (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً).