الكثيرة ، ويا اثنا على اللغة (١) القليلة.
وأمّا «تأبّط شرّا» فهو أشبه شيء بالمضاف مع المضاف إليه ، لأنّ التعدّد فيه مقصود بعد التسمية ، ألا ترى أنّ شرّا في قولك : «تأبّط شرّا» منصوب في أحواله كلّها ، فلمّا كان التّعدّد (٢) باقيا تعذّر فيه الترخيم كما تعذّر في المضاف والمضاف إليه ، وقال سيبويه (٣) : ولو رخّمت «تأبّط شرّا» لرخّمت رجلا يسمّى «يا دار عبلة بالجواء تكلّمي» (٤).
وأما قوله (٥) :
فاجزوا تأبّط قرضا لا أبا لكم |
صاعا بصاع فإنّ الذّلّ معيوب |
فشذوذ على شذوذ ، وما عدا القسمين المذكورين هو الذي يحذف منه حرف واحد ، والله أعلم.
وقد يحذف المنادى على ما ذكر ، وقوله : (أَلَّا يَسْجُدُوا)(٦) على قراءة الكسائيّ من ذلك ، لأنّه يقف على «يا» ويبتدئ «اسجدوا» بضمّ الهمزة (٧) ، وقوله (٨) :
............ |
...... على سمعان من جار |
أي : جارا حال أو تمييز ، أي على جيرته.
__________________
(١) في ط : «العدد» ، تحريف.
(١) في ط : «العدد» ، تحريف.
(٢) انظر الكتاب : ٢ / ٢٦٩.
(٣) هذا صدر بيت لعنترة وعجزه «وعمي صباحا دار عبلة واسلمي». وهو في ديوانه : ١٨٣ والكتاب : ٢ / ٢٦٩ ، ٤ / ٢١٣ ، وشرح شواهد الشافية : ٢٣٨ ، والجواء : واد في ديار عبس أو أسد في أسافل عدنة. انظر معجم البلدان : (جواء).
(٤) لم أهتد إلى قائله.
(٥) النمل : ٢٧ / ٢٥ والآية : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
(٦) قرأ الكسائي وابن عباس ورويس وأبو جعفر وغيرهم بهمزة مفتوحة وتخفيف اللام على أنّ ألا للاستفتاح.
انظر كتاب السبعة : ٤٨٠ والكشف عن وجوه القراءات السبع : ٢ / ١٥٦ والتيسير : ١٦٧ والكشاف : ٣ / ١٤٥ والبحر المحيط : ٧ / ٦٨ والإتحاف : ٣٣٦.
(٧) البيت بتمامه :
يا لعنة الله والأقوام كلّهم |
والصالحين على سمعان من جار |
وهو من الخمسين التي لا يعرف قائلوها ، وهو في الكتاب : ٢ / ٢١٩ وأمالي ابن الشجري : ١ / ٣٢٥ ، ٢ / ١٥٤ ، والإنصاف : ١١٨ ، والمغني : ٤١٤ والمقاصد للعيني : ٤ / ٢٦١.