أكثرها صفات ولم يسمّ (١) بالجمع إلّا نادرا ، فإذا تردّد الاسم بين كونه جمعا وبين كونه صفة كان حمله على الوصفيّة أولى واعتقد سيبويه قلب الواو همزة محافظة على هذا المعنى ، وحجّة غيره أنّ قلب الواو همزة إذا قدّر وسماء على خلاف القياس ، كوعد ووجد وورد وأشباهه ، ولا ضرورة تلجئ إلى ذلك ، وإذا لم تكن الواو منقلبة وجب أن تكون أفعالا ، وهذا وإن كان قويّا فإنّما خالفه سيبويه لكثرة التسمية بالصفات وقلّته في الجموع ، فرأى أنّ قلب الواو همزة أقرب من تسميتهم بالجمع.
وقوله : «وقبله مدّة» (٢) يعني زائدة ، وإلّا ورد نحو : مختار ، وترخيمه «يا مختا» بإثبات الألف.
وأمّا المركّب فإنّه يحذف آخر الاسمين بكماله ، والفرق بينه وبين المضاف أنّ المضاف مع المضاف إليه اسمان معربان بإعرابين مختلفين ، فظهر التعدّد فيهما لفظا ، والترخيم حكم لفظيّ فلم يجز في المتعدّد لفظا.
وأمّا معد يكرب فلم يجز فيه التعدّد اللفظيّ فجرى مجرى / قولك : جعفر وعمران ، بدليل إعرابه إعرابا واحدا في آخره ، فلمّا لم يتعدّد تعدّدا لفظيّا جرى مجرى المفردات ، وحذف عند الترخيم آخر الاسمين بكماله ، لأنّها كلمة زيدت على الكلمة الأولى فأشبهت تاء التأنيث وألف (٣) التأنيث.
وإذا قلت : يا خمسه في «خمسة عشر» ووقفت وقفت على الهاء على اللغتين ، وكذلك لو رخّمت نحو «مسلمتان» قلت : يا مسلمه (٤) ، قال سيبويه : «لأنّها تلك الهاء التي كانت في خمسة» (٥).
وتقول في «اثنا عشر» علما : يا اثن ويا اثن ، لأنّ عشر بمنزلة النون حيث عاملوه معاملة «اثنان» (٦) ، فيتبعها الألف على قياس لغتهم ، وفيه نظر من جهة أنّ الثاني مستقلّ (٧) برأسه ، ومن جهة أنّ الألف لا تتحقّق زيادتها ، ومن قال : يا اثني عشر بالياء (٨) فقياسه «يا اثني» على اللغة (٩)
__________________
(١) في د : «يتم» ، تحريف.
(٢) المفصل : ٤٨ : «ومدّة قبله».
(٣) في د : «وألفي» ، تحريف.
(٤) سقط من ط : «قلت : يا مسلمة».
(٥) الكتاب : ٢ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩.
(٦) انظر الكتاب : ٣ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ، والمقتضب : ٢ / ١٦٢.
(٧) في الأصل. ط : «اسم» وما أثبت عن د.
(٨) في د : «بالهاء» ، تحريف.
(٩) سقط من ط : «اللغة» ، خطأ.