«فصل : ومن خواص الاسم الترخيم»
قال الشيخ : الترخيم من قولهم / : رخّم صوته إذا رقّقه ، وكلام رخيم أي : ضعيف ، وعن الأصمعيّ قال لي الخليل : ما اسم الصوت الضعيف؟ قلت : الترخيم ، فعمل باب الترخيم (١) ، وقد ضعف قول الأصمعيّ بأنّ قبل الخليل جماعة من النحاة كأبي عمرو وابن أبي إسحاق ، ولم ينقل (٢) عنهم اسم غيره ، ولا يضعف بمجرّد (٣) ذلك ، نعم إن صحّ أنّهم تكلّموا فيه بهذا الاسم تبيّن ضعفه ، وإلّا فيجوز أنّهم تكلّموا فيه بغير هذا الاسم ، أو ما تكلّموا فيه أصلا ، وإن ثبت ما روي عن ابن عباس رضياللهعنه أنّه لمّا سمع قراءة (٤) ابن مسعود (وَنادَوْا يا مالِكُ)(٥) في «يا مالك» (٦) قال : ما أشغل أهل النّار عن التّرخيم (٧) ، كان مضعّفا ، والاتّفاق بعيد.
قوله : «إلّا إذا اضطرّ الشاعر فرخّم في غير النداء».
يعني : فيجوز على الوجهين [الفتح والضّمّ](٨) ، وهو مذهب سيبويه (٩) ، وأجازه المبرّد في الشّعر على لغة «يا حار» بالضّم خاصّة دون الأخرى ، وأنكر ما أجازه سيبويه وغيره (١٠) ، وقد أنشد سيبويه (١١) :
__________________
(١) حكى ابن منظور ذلك عن الأصمعي. انظر اللسان (رخم).
(٢) في ط : «يقل».
(٣) في ط : «لمجرد».
(٤) سقط من د : «قراءة» ، خطأ.
(٥) الزخرف : ٤٣ / ٧٧. والآية : (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) وانظر : المحتسب : ٢ / ٢٥٧ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٨١ والإنصاف : ٣٦١ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٨.
(٦) سقط من ط : «يا مالك».
(٧) هذا كلام الزمخشري في الكشاف : ٣ / ٤٩٦.
(٨) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٩) انظر الكتاب : ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.
(١٠) انظر المقتضب : ٤ / ٢٥٢ وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٨٩ ، ٢ / ٩١ ـ ٩٢ ، وشرح التسهيل لابن مالك : ٣ / ٤٣٠.
(١١) البيت لجرير ، وهو في ملحقات شرح ديوانه : ١٠٦٩ والكتاب : ٢ / ٢٧٠ والنوادر لأبي زيد : ٣١ وأمالي ابن الشجري : ١ / ١٢٦ ، والمقاصد للعيني : ٤ / ٢٨٢ والخزانة : ١ / ٣٨٩ ، وورد بلا نسبة في الإنصاف : ٣٥٣ وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٩١ والأشموني : ٣ / ١٨٤. والرّمام : جمع رمّة بالضم وهي القطعة البالية من الحبل ، والشاسعة : البعيدة. الخزانة : ١ / ٣٨٩.