وقوله : «إلّا أنّهم سوّغوا دخول اللّام ههنا».
يعني من غير أن يذكر «أيّها» يريد : ويلزم النّصب على أصل الباب (١) ، وذكر (٢) اسم الله تعالى ليعلم أنّ النّصب لازم فيما يجوز دخول «يا» عليه وفيما لا يجوز (٣) ، إذا لم يدخل عليه «يا» ، وقيل : قوله (٤) :
ويأوي إلى نسوة عطّل |
وشعثا مراضيع مثل السّعالي |
[يعني : وأخصّ شعثا ، لأنّه لو كان واو العطف لقيل : وشعث ، وبعده](٥) :
فأوردها مرصدا حافظا |
به ابن الدّجى لا طيا كالطّحال |
|
مفيدا معيدا لأكل القني |
ص ذا فاقة ملحما للعيال (٦) |
يعني (٧) : أورد العير (٨) الأتن مرصدا ، أي : مكانا يرصد به الصّائد الوحش ، «حافظا به ابن
__________________
(١) في د : «أصل باب الاختصاص».
(٢) أي الزمخشري إذ قال : «إلا أنهم سوّغوا دخول اللام ههنا فقالوا : نحن العرب أقرى الناس للضيف ، وبك الله نرجو الفضل ..» المفصل : ٤٦.
(٣) بعدها في د : «نحو : نحن العرب».
(٤) هو أمية بن أبي عائذ ، والبيت في شرح أشعار الهذليين : ٥٠٧ والكتاب : ١ / ٣٩٩ والخزانة : ١ / ٤١٧ ، ونسبه العيني في المقاصد : ٤ / ٦٣ إلى أبي أمية بن أبي عائذ ، وورد بلا نسبة في معاني القرآن للفراء : ١ / ١٠٨ وأمالي ابن الحاجب : ٣٣٢. وروايته في شرح أشعار الهذليين :
«له نسوة عاطلات الصدو |
ر عوج مراضيع مثل السّعالي» |
وعطلت المرأة : إذا خلا جيدها من القلائد ، والشّعث جمع شعثاء من شعث الشعر من باب تعب : تغيّر وتلبّد ، والمراضيع : جمع مرضاع بالكسر وهي التي ترضع كثيرا والسّعالي بفتح السين : جمع سعلاة وهي ساحر الجنّ. الخزانة : ١ / ٤١٨.
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) هذان البيتان قبل البيت الشاهد في شرح أشعار الهذليين : ٥٠٧ والخزانة : ١ / ٤٢٠ لا بعده. قوله : به أي : بالمرصد ، والدّجى : جمع دجية وهي بيت الصائد ، والمفيد : المكتسب ، والمعيد : الذي قد اعتاد صيد القنيص ، والملحم : اسم فاعل من ألحم إذا أطعم اللحم. الخزانة : ١ / ٤٢٠.
(٧) قبلها في ط : «ويأوي».
(٨) «العير : الحمار أيّا كان أهليا أو وحشيّا» اللسان (عير).