ثمّ لفظ الاختصاص قد يكون اللّفظ المختصّ بالنداء ، فيكون لفظه لفظ النداء ، كقولك : «أمّا أنا فأفعل كذا أيّها الرجل» ، ومنه ما ليس على لفظ النداء ، كقولك : نحن العرب [أقرى الناس للضيف](١) ، فهذا لا يكون إعرابه إلّا بما يقتضيه في نفسه ، لأنّه لا / يصحّ أن يكون منقولا عن النداء ، ومنه ما يحتمل الأمرين كقولك : إنّا معشر العرب ، فجائز في إعرابه الأمران جميعا (٢) ، إلّا أنّ الأولى أن يقال : منصوب نصب «العرب» ، إذ النقل عن النداء إلى التخصيص (٣) على خلاف القياس ، فجعله أصلا في نفسه مع صحّته أولى من جعله منقولا.
وقول أبي سعيد (٤) : «أيّها الرجل» هنا (٥) مبتدأ والخبر محذوف ، أي المراد (٦) ، أو خبر والمبتدأ محذوف ، أي : المراد الرجل ، ليس (٧) بشيء.
ويقع في بعض النّسخ علامة قطع بين قوله (٨) : «إلّا أنفسهم» وبين «ما كنوا عنه» ، وكأنّ هؤلاء فهموا أنّه استئناف خبره (٩) «كأنّه قيل» (١٠) أي : كأنّه قيل فيه ، والذي حملهم عليه أنّ عطفه على «أنفسهم» يقتضي المغايرة ، وليس بمغاير ، وما ارتكبوه مفسد للمعنى ، لأنّه يكون قوله : «كأنّه قيل» تفسيرا (١١) لقوله : «وما كنوا عنه» ، وليس هذا تفسيرا له باتّفاق ، وإنّما هو تفسير لقولهم : «يا أيّها الرجل» ، وإذا تبيّن جعله لما تقدّم وجب العطف ، ويحمل العطف (١٢) على غير ظاهره في المغايرة أو يجعل «وما كنوا عنه» خبر مبتدأ محذوف ، أي : وهو «ما كنوا عنه» ، فيستقيم.
__________________
(١) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٢) بعدها في د : «النداء والتخصيص».
(٣) سقط من ط : «عن النداء إلى التخصيص».
(٤) صرح أبو سعيد السيرافي بذلك انظر حاشية كتاب سيبويه : ٢ / ٢٣٢ ، وانظر ارتشاف الضرب : ٣ / ١٦٦ ، والأشموني : ٣ / ١٨٧.
(٥) في د : «هذا».
(٦) بعدها في د عبارة غامضة.
(٧) في ط : «وليس» ، تحريف.
(٨) أي الزمخشري ، المفصل : ٤٥.
(٩) في ط : «وخبره».
(١٠) من كلام الزمخشري ، المفصل : ٤٦.
(١١) في ط : «تفسير» بالرفع. وهو خطأ.
(١٢) سقط من ط : «ويحمل العطف» خطأ.