فأمّا إلحاق الألف في المعربات فلأنّها أسماء بمنزلة زيد وعمرو ، ولا لبس فيها ، فألحقت (١) الألفات في آخرها ، كما ألحقت بزيد وعمرو.
وأمّا إلحاق الياء والواو فلخوف الالتباس ، ألا ترى أنّك لو قلت في «غلامك» : وا غلامكاه لالتبس المذكّر بالمؤنّث ، ولو قلت في (٢) «غلامكم» (٣) : وا غلامكماه لالتبس المثنّى بالمجموع ، ثم أجري مبنيّ الآخر (٤) مجرى واحدا.
وأمّا اختيارهم في «وا غلامي» بإسكان الياء وا غلامياه ، فلأنّ أصله الفتح فردّت إليه ، وجوّز المبرّد : وا غلاماه (٥) ، وليس بجيّد.
و «وا غلاميه» أوجه (٦) ، إمّا بناء على أنّ أصلها السّكون ، فلا إشكال ، ألا ترى أنّك لو قلت فيمن اسمه «اضربي» (٧) أو «اضربوا» لقلت : «وا اضربيه» ، و «وا اضربوه» ، وإمّا بناء على أنّ السّكون العارض (٨) كالأصليّ في هذا الباب ، بدليل أنّك إذا قلت فيمن اسمه مثنّى أو معلّى قلت : وا مثنّاه ووا معلّاه ، ولا تردّ الألف إلى أصلها ، فكذلك قياس الياء بعد سكونها بخلاف التثنية ، فإنّك تقلبها للزوم ألف التثنية للاسم المثنّى.
وأمّا مثل «قنّسرون» (٩) فقال سيبويه : وا قنّسروناه (١٠) ، وقال الكوفيّون : وا قنّسريناه (١١) ، وهما جائزان في التّحقيق بناء على أنّ إعرابه بالحروف أو بالحركات.
__________________
(١) في د : «فلحقت».
(٢) سقط من د من قوله : «غلامك» إلى «في» وهو خطأ.
(٣) في د : «وا غلامكم».
(٤) بعدها في د : «مثل حذام».
(٥) صرح المبرد بهذا في المقتضب : ٤ / ٢٧٠ وانظر تعليق السيرافي على كتاب سيبويه في حاشية الكتاب : ٢ / ٢٢٢ وشرح الكافية للرضي : ١ / ١٥٧ ، وارتشاف الضرب : ٣ / ١٤٦.
(٦) انظر شرح الكافية للرضي : ١ / ١٥٧.
(٧) في د : «اضرب» ، تحريف.
(٨) في د : «العارضي».
(٩) قنّسرون ، وقنّسرين وقنّسرون وقنّسرين : كورة بالشام ، اللسان (قنسر).
(١٠) انظر الكتاب : ٢ / ٢٢٦.
(١١) انظر الإنصاف : ٣٢٤ ، وشرح الكافية للرضي : ١ / ١٥٨.