فصل في المندوب
قال الشيخ : هو المتفجّع عليه بيا أو وا ، واختصّ بوا ، وحكمه في الإعراب والبناء حكم المنادى (١) ، وتوابعه كتوابعه ، تقول : «وا زيد الظريف» نصبا ورفعا (٢) ، كأنّهم أخرجوه مخرج المنادى في اللّفظ ، ليكون أبلغ في التّفجّع ، ولذلك كان الأفصح الإتيان بالمدّة في آخره (٣) ، وإنّما قالوا : ألف (٤) ، وقد يكون غير ألف (٤) ، لأنّها الغالب ، وإنّما يعدل إلى غيرها لغرض ، ولا يخلو من أن يكون آخره حركة أو سكونا ، فإن كان حركة فلا يخلو إمّا أن تكون إعرابا أو بناء ، فإن كانت إعرابا فليس إلّا الألف ، كقولك : وا زيداه ، وا عبد المطّلباه ، وا غلام أحمداه ، بخلاف مدّة الإنكار ، فإنّك تقول فيها : عبد المطلبيه بالياء ، [لأنّه مضاف إليه](٥) ومدّة التذكّر أيضا [كما يقال : جاءني الرجلوه ، ورأيت الرجلاه ، ومررت بالرجليه](٥) ، فإنّك تأتي بها على حسب حركة الآخر كائنة ما كانت ، فإن كانت حركة الآخر بناء (٦) أتبعتها مدّة من جنسها ، فقلت في : حذام : وا حذاميه وفي أمير المؤمنين : وا أمير المؤمنيناه ، وفي غلامك للمرأة المخاطبة : وا غلامكيه / وإن كان آخره ساكنا فلا يخلو إمّا (٧) أن تكون مدّة أو غير ذلك ، فإن كانت مدّة استغني بها ، فتقول فيمن اسمه «اضربي» (٨) : وا اضربيه ، وفي «غلامه» : وا غلامهوه ، وفي «غلامكما» : وا غلامكماه ، ولا فرق بين الواو المقدّرة والمحقّقة [في آخر الكلمة](٩) ، فلذلك قلت في : «وا غلامكم» فيمن أسكن الميم : وا غلامكموه ، لأنّ الواو مرادة عنده ، فلذلك وجب الضّمّ في قولك : «غلامكم اليوم» ردّا للميم إلى أصلها ، كما وجب في «مذ اليوم» كذلك (١٠).
__________________
(١) كذا عرف ابن الحاجب المندوب ، انظر شرح الكافية للرضي : ١ / ١٥٦.
(٢) سقط من د : «تقول : وا زيد الظريف نصبا ورفعا».
(٣) انظر شرح الكافية للرضي : ١ / ١٥٦.
(٤) في د : «الألف».
(٤) في د : «الألف».
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) في ط : «الآخر حركة بناء».
(٧) في د : «من».
(٨) في د : «اضرب» ، تحريف.
(٩) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(١٠) بعدها في د : «وإن كان القياس مذ اليوم بكسر الذال» ، يجوز الضم والكسر والضم أعرف ، انظر الجنى الداني : ٣٠٤.