وقوله : «يا بن أمّي» إلى قوله «جعلوا الاسمين كاسم واحد»
يعني أنّهم جعلوا «ابن» المضاف إلى «أمّ» وابن المضاف إلى «عمّ» لمّا أضافوهما إلى ياء المتكلّم كاسم واحد أضيف إلى ياء المتكلّم ، حيث عاملوهما في التخفيف معاملته (١) لمّا كثر قولهم : «يا بن أمّي» و «يا بن عمّي» بخلاف «يا غلام عمّي» و «يا غلام أمّي» لقلّته ، وجاز الفتح في «يابن أمّ» و «يا بن عمّ» لزيادة استثقاله ، فبولغ في تخفيفه بأكثر من تخفيف / «يا غلام».
وزعم قوم أنّه فرع على «يابن أمّا» فخفّف بحذف الألف ، وهو تعسّف ، وقيل في تفسير «جعلوا الاسمين كاسم واحد» : يعني مزجوا (٢) «ابن» مع «أمّ» أو «عمّ» وصيّروهما واحدا فبنيا كخمسة عشر ، ثمّ أضافوا كما أضيف خمسة عشر ، وليس بشيء.
وقيل : جعلوهما كخمسة عشر حيث فتحوا آخر الاسمين (٣) ، ولم يفتحوا في «يا غلام» فبنوهما معا كما بني خمسة عشر ، وكلّ ذلك بعيد عن الصواب ، لأنّا قاطعون بأنّ الحركة (٤) في «يا بن أمّ» بفتح الميم مثلها في «يابن أمّي» بإثبات الياء ، فكيف يستقيم أن يبنى الاسم مع التركيب بغير موجب.
فإن زعم [زاعم](٥) أنّهم قالوا : «بادي بدا» و (٦) «ذهبوا أيدي سبأ» بالبناء مع أنّ أصله معرب ، لمّا صار الاسمان كاسم واحد ، فكذلك هذا لمّا صار «ابن أمّ» عبارة عن القريب (٧) ـ وإن لم يقصد إضافته ـ جرى مجرى ذلك.
قيل له : لو لا السّكون في «بادي» و «أيدي» لم يقل أحد بذلك ، ولكنّهم لمّا سكّنوا أمكن أن يقال ، وأيضا فإنّ مثل ذلك موجب لبناء الأوّل خاصّة ، فأين موجب بناء الثاني [الذي هو أمّ في «يابن أمّ»](٨).
__________________
(١) في ط : «عاملوها بالتخفيف معاملتها» ، تحريف. وفي د : «معاملة المضاف».
(٢) في د : «بنوا» تحريف.
(٣) هو مذهب سيبويه والمبرد والبصريين ، انظر الكتاب : ٢ / ٢١٤ ، والمقتضب : ٤ / ٢٥١ ، وأمالي ابن الشجري : ٢ / ٧٥ ، وارتشاف الضرب : ٣ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، والأشموني : ٣ / ١٥٧.
(٤) في د : «الفتحة».
(٥) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.
(٦) في ط : «أو».
(٧) في ط : «القرب» ، تحريف.
(٨) سقط من الأصل. ط. وأثبته عن د.