قعيدك أن لا تسمعيني ملامة |
ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا |
والنوع الثالث نحو : دفرا وبهرا وأفّة وتفّة وويحك ، وهو النوع الثالث من الذي يلزم إضمار فعله ، ولا فعل له مشتقّ من لفظه بخلاف القسم الذي قبله ، فإنّ له (١) فعلا من لفظه على ما تقدّم ، ثمّ مثّل بالأمثلة المذكورة ، وكلّها على ما ذكره من وجوب الإضمار ، ولا فعل لها من لفظها.
بهرا بمعنى تعسا (٢) هو المراد ، لا بهرا (٣) من بهره الله ، أي : لعنه ، ولا من بهره أي : غلبه ، كقول الشاعر (٤) :
تفاقد قومي إذ يبيعون مهجتي |
بجارية بهرا لهم بعدها بهرا |
ودفرا وأفّة وتفّة بمعنى نتنا ، وليس لذلك فعل ، وويحك وويسك وويلك وويبك ، كلّها بمعنى الويل ، ثمّ كثرت حتّى صارت تستعمل من غير قصد دعاء ، وقيل : ويحك وويسك ترحّم ، وما ينشد من قوله (٥) :
فما وال ولا واح |
ولا واس أبو هند |
مجهول (٦) :
قوله : «وقد تجري أسماء غير مصادر ذلك المجرى».
__________________
(١) في د : «في أن له».
(٢) في ط : «نتنا» ، تحريف.
(٣) في د : «لا بمعنى بهرا».
(٤) هو ابن ميادة ، والبيت في ديوانه : ١٣٥ ، والكتاب : ١ / ٣١١ ، والكامل للمبرد : ٢ / ٢٤٥ ، والإنصاف :٢٤١ وورد بلا نسبة في أمالي المرتضى : ١ / ٣٤٦ ، والموشح : ٣١٧.
(٥) قال ابن خالويه : «فأما هذا البيت المعمول :
فما وال ولا واح |
وما واس أبو زيد |
فلا تلتفتن إليه فإنه مصنوع خبيث» إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم : ١٧٩.
قال ابن جني بعد أن أنشد البيت : «وهذا من الشاذ وأظنه مولدا» المنصف : ٢ / ١٩٨. وانظر اللسان (ويس) وشرح التصريح على التوضيح : ١ / ٣٣٠.
(٦) قال الجوهري : «ويح كلمة ترحّم وويل كلمة عذاب ، وقال اليزيدي : هما بمعنى». الصحاح (ويح). وقال الزبيدي : «ويس : كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبي» ، التاج (ويس).