يستعمل إظهار فعله» (١).
ترك ذكر المنصوب (٢) بفعل مظهر لتقدّم ذكره بالتّمثيل في جميع ما تقدّم ، فلم يبق إلّا المنصوب بفعل مضمر ، وذكر ثلاثة أقسام ، قال : «ما يستعمل إظهار فعله» إلى آخره ، وليس بجيد (٣) ، فإنّ القسمين الأوّلين شاملان لجميع المقسوم ، والحصر معلوم من النّفي والإثبات ، وليس بينهما درجة ثالثة ، فيجعل لها قسم ، لأنّ هذا القسم الثّالث إمّا أن يستعمل إظهار فعله فيكون (٤) من الأوّل ، وإمّا أن لا يستعمل فيكون من الثاني ، ولعلّه أراد بالثاني ما لا يستعمل إظهار فعله ، وله فعل مشتقّ منه ، فيكون الثالث ما (٥) لا يستعمل إظهار فعله ، ولا فعل له مشتقّ منه ، وتمثيله في التقسيم يدلّ عليه ، لأنّه مثّل في النّوع الثاني بأمثلة كلّها لها أفعال مشتقّة منها ، ولم يمثّل في النّوع الثالث إلا بما لا فعل له مشتق منه ، كقولك (٦) : دفرا (٧) وبهرا (٨) ، وشبهه ، فدلّ ذلك على أنّه مقصوده (٩).
فإن قيل : هذا يفسد من وجه آخر ، وهو أنّه يلزم من كلّ ما لا فعل له مشتقّ منه وهو منصوب على المصدر أن لا يجوز إظهار فعله ، ومعلوم أنّ «ضربته سوطا» من ذلك ، وإظهاره (١٠) جائز باتّفاق.
فالجواب أنّ هذا غير لازم / لأنّ النوعين قسيما (١١) ما لا يستعمل إظهار فعله ، ولا (١٢) يلزم أن يكون منهما ما يظهر فعله ، وما ذكر يكون من القسم الأوّل ، وهو الذي يستعمل إظهار فعله
__________________
(١) تصرف ابن الحاجب في نص المفصل ، انظر المفصل ٣٢.
(٢) في ط : «المنصوبات».
(٣) في د. ط : «بالجيد».
(٤) في د : «فعل له فيكون».
(٥) في د : «وما» تحريف.
(٦) في د : «كقوله».
(٧) في ط : «ذفرا» تصحيف. و «الذّفر بالتحريك والذّفرة : شدة ذكاء الريح من طيب أو نتن». اللسان (ذفر).
«والدّفر : وقوع الدود في الطعام ، والدّفر : النتن خاصة». اللسان (دفر).
(٨) «بهره يبهره : قهره وعلاه وغلبه .. وبهرا له أي : تعسا وغلبة» اللسان (بهر).
(٩) في ط : «مقصود».
(١٠) في ط : «وإظهار» تحريف.
(١١) في ط : «قسما» ، تحريف.
(١٢) في د : «فلا».