والثاني : أنّ ما يلزم على كلّ حال يحسن (١) أن يبنى جزاء على أبعد الأحوال ، فيجيء (٢) الباقي من طريق الأولى ، مثل «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» (٣) ، وقوله (٤) :
ومن هاب أسباب المنيّة يلقها |
وإن رام أسباب السّماء بسلّم |
وإذا جاز ذلك في صريح الشّرط فالمشبّه به أولى.
وفي دخول نحو : «المكرم لي فإنّي أكرمه» في هذا الباب نظر ، وكذلك : «كلّ رجل مكرم فإنّي أكرمه» ، ونحوه ممّا وصل باسم الفاعل أو المفعول أو نحوهما.
__________________
(١) سقط من د : «يحسن» ، وهو خطأ.
(٢) في ط : «فجيء» ، تحريف.
(٣) عمر بن الخطاب هو صاحب هذا القول ، وانظر كشف الخفاء : ٢ / ٤٢٨ ، والمقاصد الحسنة : ٧٠١ ، وشرح الكافية للرضي : ٢ / ٤٣٢ ، والأشباه والنظائر : ٣ / ٦٨٣.
(٤) هو زهير بن أبي سلمى ، والبيت في ديوانه : ٢٧.