على معنى : لكنت محتمله ، فتكون شرطيّة ، أو على معنى التّمنّي فتكون
للتمنيّ.
قال : «ومنه
المثل : إلّا حظيّة فلا أليّة» .
يروى هذا المثل منصوبا ومرفوعا ، فإذا نصب فليس من هذا الباب
، وإنّما يكون من باب خبر «كان» المحذوف عامله على ما سيأتي ، وإذا رفع كان من هذا
الباب ، ويجب حذفه لأنّ القرينة في أصل المثل دلّت على المراد ، وقد اشتملت على أمر لا
يجوز مجامعة الفعل معه ، وهو كونه مثلا ، وتقديره «إن لا يكن لك حظيّة» ، ويجوز أن
تقدّر «كان» تامّة وناقصة ، إذ لا يخلّ ذلك بالمعنى ، ويقال : إنّ
أصل / ذلك أنّ رجلا كان لا تحظى عنده امرأة ، فلمّا تزوّج هذه لم تأل جهدا في أن
تحظى عنده ، فطلّقها ولم تحظ ، فقالت : «إلّا حظيّة فلا أليّة» ، أي : إن لم تثبت
لك حظيّة فما ألوت جهدا في قصد الحظوة ، أو إن لم تكن لك حظيّة ، وإذا نصبت فالتقدير إن لم أكن حظيّة ، فتكون ناقصة لا غير ، وصارت مثلا في المداراة والتحبّب لإدراك الغرض ، فلا
يفيد ، وقوله : «فلا أليّة» إن نصب فظاهر ، ويكون نصبه كنصب «حظيّة» بكان مقدّرة ،
وإذا رفع جاز أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : فأنا غير أليّة ، إلّا أنّه وضع «لا»
موضع «غير» من غير تكرار ، وذلك قليل ، وساغ لكونه مثلا ، وإنما جاء ذلك فيها مع
التكرار ، ويجوز أن تكون «لا» بمعنى ليس وخبرها محذوف ، أي : لا أليّة حاصلة لي ، وهو أيضا
قليل.
__________________