قال صاحب الكتاب :
«فصل في معنى الكلمة والكلام
الكلمة هي اللّفظة الدّالّة على معنى مفرد بالوضع».
قال الشيخ الإمام أبو عمرو عثمان بن الحاجب رحمهالله إملاء (١) : قدّم هذا الفصل قبل الشّروع في الأقسام لكونه خليقا بالمشترك باعتبارها ، وتقدمته أولى لتنجّز الحاجة إليه قبلها ، لأنّ الكلام في الأنواع وتركيبها متوقّف على معرفة الجنس ، واللّفظ ما لفظ به الإنسان قلّت حروفه أو كثرت ، وقوله : «اللّفظة» إن أراد به (٢) أقلّ ما ينطلق عليه اللفظ كضربة ففاسد ، لأنّ أقلّه حرف واحد ، وإن أراد عددا مخصوصا ينتهي إليه فليس مشعرا به ، وإن أراد معنى اللفظ كان اللفظ أولى للاختصار ورفع الاحتمال.
وقوله : «الدالّة (٣) على معنى» حذرا ممّا لا يدلّ على معنى كديز ، فإنّها لفظة ولا تدلّ على معنى (٤) ، وقوله : «مفرد» حذرا ممّا يدلّ على معنى مركّب ملفوظ بجزأيه أو بجزئه ، نحو «قام زيد» و «قم» و «اقعد» ، فنحو هذا ليس بكلمة (٥) ، وقوله : «بالوضع» حذرا مما يدلّ على معنى مفرد بالعقل ، وذلك أنّا لو سمعنا لفظ «ديز» من وراء جدار لعلمنا بالعقل أنّها لفظة قامت بذات ، فهي لفظة (٦) دالّة على معنى مفرد بالعقل لا بالوضع.
قوله : «وهي جنس تحته ثلاثة أنواع الاسم والفعل والحرف».
فالجنس هو الذي يدخل تحته أنواع مختلفة لحقيقة (٧) كلّيّة ، فالكلمة تطلق على الاسم والفعل والحرف ، فهي بهذا / الاعتبار جنس لشمولها لكلّ واحد منها ، وكلّ واحد منها نوع ، إذ حقيقة
__________________
(١) سقط من ط من قوله : «الإمام» إلى «إملاء».
(٢) سقط في ط : «به».
(٣) في ط : «الدال» ، وهو مخالف لنص المفصل : ٦.
(٤) وقع اضطراب في العبارة في ط إذ جاءت : «وقوله : الدال على معنى ، كديز فإنها لفظة ولا تدل على حذرا مما لا يدل على معنى».
(٥) في ط : «فهذا عنده ليس بكلمة».
(٦) سقط من د : «لفظة».
(٧) في د. ط : «بحقيقة».