وكلّ ما لا
ينصرف يجوز صرفه في الضّرورة ردّا له إلى أصله ، وقد منع الكوفيّون صرف باب «أفعل منك» للضرورة ،
واستدلّوا بأنّه لم يسمع مع كثرته ، وعلّل بأنّ «منك» قويت بها العلّة لمعاقبتها
اللّام والإضافة اللّذين يعاقبان التنوين ، ولا يندفع ب «خير منك» ، فإنّه لا موجب
لحذف التنوين .
وأمّا ما ليس
فيه سبب فلا يجوز منع صرفه للضرورة بحال ، وأمّا ما فيه سبب واحد فمختلف في منع صرفه
للضرورة ، فالبصريّون يمنعون جواز المنع ، والكوفيّون يجيزون منع الصّرف في
الضرورة .
وقوله : «وما
تعلّق به الكوفيّون في إجازة منعه في الشعر ليس بثبت».
أي : ليس بحجة
، والذي تعلّق به الكوفيّون هو قول الشاعر [وهو العبّاس بن مرداس] :
فما كان حصن
ولا حابس
|
|
يفوقان مرداس
في مجمع
|
فإن أراد به أنّه ليس بحجة لأنّ الرواية «يفوقان شيخي في مجمع»
كما يقوله بعض البصريّين في ردّه [كأبي العباس المبرد] فليس بمستقيم ، وإن صحّت هذه الرواية ، لأنّ الرواية
الأخرى
__________________