وعليه شداد مضطجع على ظهره وعليه سبعين حلة على طوله وطوله طول السرير ، وذلك الأزج يضيء بنقب عرضه ذراعان وارتفاعه ثلاثة أذرع ، وهناك لوح من ذهب مكتوب بالمسند ، فأخذ اللوح وأراد قلع شيء من الفصوص فلم يقدر لوثاقتها ، ولم يستطيعوا أن يرجعوا من حيث نزلوا ، فمشوا في ذلك النقب فخرجوا إلى كهف وقد حفّ بالكهف البحر ، مكثوا ثلاثة أيام إلى أن حملتهم مركبا فنجو وأرادوا الرجوع من ذلك النقب فلم يعرفوه ، وكان في اللوح :
اعتبر بي أيها المغرور بالعمر المديد |
|
أنا شداد بن عابد صاحب الحصن العميد |
وأخو القوة والبأساء والملك الحشيد |
|
دان أهل الأرض لي من خوف وعدى ووعيد |
وملكت الشرق والغرب بسلطان شديد |
|
وبفضل الملك والعدة فيه والعويد |
فأتى هود وكنا في ضلال قبل هود |
|
فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرشيد |
فعصيناه وناديت الأهل من مجيد |
|
فأتتهم صيحة تهوي من الأفق البعيد |
فتوفتهم كزرع وسط بيداء حصيد |
قيل : إن مرثد حمل أباه مطليا بالصبر والكافور إلى حضرموت.