الحليفة استقبلوها مصعدين إلى جهة المغرب ، وهي التي ورد فيها حديث عائشة (١) ـ رضياللهعنها ـ : حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش ، وفيها نزلت آية التيمم» (٢).
وشماليها جبل كبير يسمى أعظم : «وهو على جادة الطريق ، وورد في تاريخ المدينة : ما برقت السماء على أعظم إلا استهلت ، ويقال : أن في أعلاه نبيا مدفونا أو رجلا صالحا ، وهو جبل كبير مسطح ليس بالشاهق ، وإذا نزل الغيث أيام الربيع حصل لأهل المدينة بما فيه من العشب والنبات رفق كثير ، وشماليه جبل مخيض ـ المذكور ـ إلى جهة طريق الشام ـ كما تقدم (٣) ـ ويليه من الشام الحفياء» (٤).
قال الشيخ جمال الدين (٥) : فهذا الذي يعرف اليوم باسمه.
فائدة في القياس :
من العلماء من يضبط قياس الميل بالخطوة من رجل واحدة (٦) ، وذلك أربعة أقدام ، وهي ذراعان ، وهي خطوة البعير ويدخلها الخلل بحسب التقارب بين الأشخاص ، والميل منها ألف خطوة ، وذلك ألفا ذراع على إحدى الروايات
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب التيمم باب قول الله تعالى (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً) عن عائشة برقم (٣٣٤) ١ / ٩٩ ، ومسلم في كتاب الحيض باب التيمم عن عائشة برقم (١٠٨) ١ / ٢٧٩ ، ومالك في الموطأ ١ / ٥٣ عن عائشة.
(٢) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٦٩ ، والسمهودي في وفاء الوفا ص ١١٥٧.
(٣) سبق أن أورده المؤلف عند مضرب القبة في تحديد حرم المدينة الفصل الحادي عشر من الباب الثالث.
(٤) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٦٩ ـ ٧٠ ، والفيروز ابادي في المغانم ص ١٧ ، والسمهودي في وفاء الوفا ص ١١٢٨.
(٥) قول المطري ورد في التعريف ص ٧٠.
(٦) في الأصل «وقصده» وما أثبتناه من (ط).