«أيها الإخوان ، اعلموا علم اليقين أنه لو لا وجود هذه الدولة العثمانية وشدة اعتناء خلفائها بالأمة الإسلامية ـ خصوصا مولانا أمير المؤمنين الحالي ـ لاختطفتكم الدول الأجنبية اختطاف الذئاب للغنم المنفردة ، فإن جميع الدول ساعية من زمن بعيد في اضمحلال الشريعة المحمدية بواسطة هؤلاء المغرورين الذين يخدمونها لأغراضهم الشخصية.
إخواني ، هل يرضيكم أفعال هؤلاء القوم الساعين في تخريب بلادكم باسم الحق؟ ولا أدري كيف اعترافكم لهؤلاء وأمثالهم وأنتم أولوا العقول الراجحة والنخوة العربية الأصيلة ، آباؤكم الأولون كانوا عز العرب ، وعنهم ورثتم الهمم العالية ، ألستم أبناء التتابع؟ ألستم الذي قال فيكم جدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «العلم يمان والحكمة يمانية»؟ ألستم أبناء أسلافكم الكرام الذين اشتهروا بالذكاء الفطري والمجد المؤثل؟ فالله الله ـ يا أمناء الأمة العربية ـ في دينكم لا تضيعوه : بل احفظوه واستظلوا بظل الراية العثمانية التي هي شعار الإسلام ، ولا تغتروا بأقوال المفسدين الساعين في تنفيذ أغراض المحركين لهم أعداء الدين الإسلامي ، وأنتم لطيب عنصركم وعدم معرفتكم بالسياسة الأجنبية تظنون أنهم إنما يخدمون الدين ، مع أنهم والله عن الدين بمعزل ، لا يخدمون إلّا لأغراضهم الشخصية مستترين باسم الدين.
فأحذركم أن لا تعثروا بمثل هؤلاء المارقين من الدين ، بل كونوا مطيعين لأمير المؤمنين. ولتعلموا أن من خالفه فقد خالف الله ورسوله ، ومن خالفهما فقد باء بغضب من الله وخسر الدنيا والآخرة ،