الحرس الملكي الخاص بعنف وشدة فلم ينتهوا ، وكان ذلك قريبا من بهو جلالة الملك فأوصل الجند الخبر لجلالة الملك فأمر نائبه سمو نجله الأمير فيصل السير إلى محل المحمل ليمنع أي اعتداء هناك ، ولكن سموه سار مسرعا بغير أن يأخذ قوة معه فلما وصل المكان وجد بعض البدو يتنابذون ألفاظ السباب ويتبادلونها ، وتجاوز بعضهم إلى رمي الحرس ببعض الحجارة ، فطلب من رجال المحمل أن لا يتجاوزوا موقفهم وانكفأ على البدو يعرفهم بنفسه لأن الليل كان قد أقبل ويطاردهم بمن معه من حرسه وحرس جلالة والده وأرسل لجلالة الوالد يطلب منه زيادة على ما معه ففي الحال أمر جلالة الملك أكبر أنجاله الأمير سعود أن يذهب نجدة لأخيه بقوة من الجند.
وبينما الأمير سعود يسرع بجمعه والأمير فيصل يكافح بنفسه وهو يهدىء روع رجال المحمل لم يشعر الناس إلّا والرصاص ينفذ من أفواه بنادق جنود المحمل ، ووراء ذلك قنابل المدافع تضرب يمنة ويسرة ولو تريث رجال المحمل حتى تصل القوة لما أصابهم شيء ولا وقع ما وقع هناك عظم الشر وقوة المحمل لا يزيد عددها عن الأربعمائة جندي وعدد الذين كانوا هدفا لنيران حرس المحمل لا يقلون عن التسعين ألفا من الحجاج النجديين وكلهم أولوا قوة وأولوا بأس شديد وقد حصدت النيران بعضهم ولم يبق عليهم ، إلّا أن يقابلوا الشر بمثله ، في تلك الساعة الرهيبة في ذلك الخطر المحدق الذي لم يكن ليحتاج إلّا لقدح زناد بسيط في ذلك الموقف المرعب المزعج عرف الناس جلالة الملك وسمع جلالته إطلاق البنادق والمدافع فخرج بساعته من سرادقه حيث النار ترمي بشررها في ذلك الليل البهيم وفد معه هو وأولاده وأخوته وأبناء عمومته وكل من يدلي