الحج وتباحثوا فيه هل بقاؤهم في الجبهة الحربية أولى أم ذهابهم إلى الحج ، فقال عظمة السلطان : أما رأيي في الحج فأرى أنه لا يوجد مانع يمنعنا من أداء فريضة الحج في هذا المقام لأمرين : الأول أن المسلمين والحمد لله أقوياء بالله ، والعدو ضعيف ، فإن كان هناك ظن بأن العدو سيخرج من أوكاره ويتبعنا فذلك ما كنّا نبغي ، وليس هذا باحتقار له ولا محبة في القتال ولكن استعانة بالله ، وإننا على يقين بأننا على الحق وأنهم على الباطل ورجاؤنا بالله النصر والعاقبة للمتقين. الأمر الثاني هو أنه لا يمنعنا من قتالهم في أماكنهم إلّا شبكهم الذي اختبؤوا فيه فإذا أخرجهم الله ناجزناهم والمقدر كائن ، وأما اتخاذ الاحتياطات أيام الحج ولا حول ولا قوة إلّا بالله فهذه سرايانا مبثوثة في الجبال والشعاب من جنودنا الذين سبق لهم الحج من قبل ومن بعض القبائل الأخرى يحافظون على أطراف جدة فيمنعون الدخول ، إليها والخروج منها ، فكونوا على اطمئنان من هذا القبيل والعدو مخذول ومعثور بحول الله وقوته.
ثم في ٢٧ ذي القعدة يوم السبت صدرت الأوامر السلطانية إلى حامية الرويس بالانسحاب عنها وأمر جنده بالإحرام يوم الأحد من أماكنهم وترك في أطراف الجبهة بعض القوى لتحافظ على جدة وتمنع الدخول والخروج منها. وقد رتب القوى في المنطقة الحربية على خطوط أوسع من الخطوط الأولى بحيث يسهّل على المقاتلين الاشتباك في معارك غير قصيرة المدى. وعند عصر الأحد بتاريخ ٢٨ ذي القعدة ركب عظمته سيارته الخاصة وركب في معيته فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن وولداه الأمير محمد والأمير خالد فوصل مكة المكرمة الساعة الحادية عشر من النهار وطاف وسعى ثم توجه إلى الأبطح ونزل في دار السقاف.