على علي أزن أن يسير بجملة من العساكر ، وجميع البادية من حرب وغيرهم ، وينزلوا ماوية ـ الماء المعروف بينه وبين الحناكية ، مسافة يومين ـ ، فسار علي أزن ، ومن معه ، ونزلوا ماوية ، فلما علم بذلك عبد الله بن سعود ، وهو على خبراء نجخ ، سار منها وترك ثقله عليها ، فلما وصل ماوية ، حصل بينه وبين علي أزن قتال عظيم ، وصارت الهزيمة على عبد الله بن سعود ومن معه ، وقتل من أصحابه نحو مائتي رجل ، وذلك يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
ثم إن عبد الله بن سعود ، سار هو ومن معه ، وقصد بلد عنيزة ، ونزلها ، وأما إبراهيم باشا فإنه سار بعساكره ، ونزل بلد الرس ، لخمس بقين من شعبان من السنة المذكورة ، فحاربوه ، ثم إنه حاصرهم إلى ثاني عشر من ذي الحجة ، ثم إنه صالحهم ، ورحل عنهم ، ونزل الخبراء ، فتفرقت البوادي عن عبد الله بن سعود ، فلما كان بعد عيد النحر من السنة المذكورة ، جعل عبد الله بن سعود ، في قصر الصفاء المعروف في عنيزة عدة رجال مرابطة ، واستعمل عليهم أميرا ، محمد بن حسن بن مشاري بن سعود ، ثم رحل من عنيزة ، ونزل بريدة ، واستعمل في بريدة أميرا إبراهيم بن حسن بن مشاري بن سعود ، وجعل عنده عدة رجال مرابطة في بريدة.
ثم إن إبراهيم باشا رحل من الخبراء ، ونزل عنيزة ، فأطاعوا له أهل البلد ، وامتنع الذين في قصر الصفاء ، فحاصرهم إبراهيم باشا ، ورماهم بالمدافع رميا هائلا ، فطلبوا منه المصالحة ، فصالحهم على دمائهم وسلاحهم ، فخرجوا من قصر الصفا ، وتوجهوا إلى أوطانهم ، وأمر إبراهيم باشا بهدم قصر الصفا ، فهدم ، فلما بلغ عبد الله بن سعود الخبر